الغلوسي: المغاربة “الشعب الوحيد اللي ما عيدش” ومطالب بمحاسبة “فراقشية الداخل”

انتقد محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، قرار إلغاء أضحية عيد الأضحى هذه السنة، واعتبر أن هذا القرار يجعل المغاربة “الشعب الوحيد للي ما عيدش”. وأكد أن هذا الإلغاء يستدعي فتح تحقيق عاجل لكشف ملابسات الفشل في تدبير ملفات القطيع في المغرب. عيد الأضحى قضية حساسة تتطلب الشفافية.
خلال ندوة صحفية بالرباط يوم الخميس 12 يونيو 2025، شدد الغلوسي على ضرورة ربط المسؤولية بالمحاسبة، وأشار إلى أن فتح الملفات دون محاسبة المسؤولين أمر غير مقبول، خاصة مع وجود قوانين تلزم بذلك.
وتطرق الغلوسي إلى تفويض عملية دعم إعادة تكوين القطيع إلى لجان محلية، واعتبر أن هذا التفويض دليل على غياب المهنية والشفافية من الجهات التي كانت تدير هذه الملفات سابقًا. القطيع الوطني يحتاج إلى إدارة فعالة ونزيهة.
وتحدث الغلوسي عن “ملف الفراقشية”، مشيرًا إلى “فراقشية الخارج” الذين استفادوا من حوالي 113 مليار سنتيم. ودعا إلى محاسبة “فراقشية الداخل” أيضًا. واستدل بتقرير لصندوق التنمية الفلاحية لسنة 2024، ضمن برنامج “الجيل الأخضر” (2020-2030).
وأوضح التقرير أن دعم الأغنام حُدّد بـ 850 درهمًا للخروف و750 درهمًا للأنثى، أما المعز، فالدعم هو 650 درهمًا للأنثى. وبالنسبة للأفراد الكسابة، حُدّد الدعم بـ 800 درهم للذكر و700 درهم للنعجة والمعز ذكورًا، و600 درهم للإناث.
كما أشار الغلوسي إلى مبالغ مرجعية للسلالات المحلية: 600 درهم للذكور و500 درهم للإناث (للتجمعات والتعاونيات). و550 درهمًا للخروف و450 درهمًا للأنثى. أما الأبقار المنتجة محليًا، فالمبلغ المرجعي هو 4000 درهم للرأس (بحدود 80,000 درهم).
وأكد الغلوسي أن صندوق التنمية الفلاحية يدير هذا الدعم قانونيًا، لكن الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والمعز تديره فعليًا. هذه الجمعية تشرف على ترقيم وتلقيح القطيع عبر صفقات غير معروفة التفاصيل. صندوق التنمية الفلاحية يجب أن يراقب هذه العمليات.
وانتقد الغلوسي بندًا “خطيرًا” في التزام الفلاح مع الجمعية، يسمح لها بخصم 30% من مستحقات الإعانة المالية “كمساهمة في تسيير الجمعية”، وتساءل عن حجم الأموال التي تتصرف فيها الجمعية وكلفة الدعم العمومي وعدد رؤوس القطيع.
وأضاف: “هنا كيدورو الگوامل ديال بصح، وتتدور الملاير التي فجّرها ملف فراقشية الخارج”، ودعا الغلوسي البرلمان إلى نشر لوائح بأسماء المستفيدين من الدعم لمنع التلاعبات.
واستحضر تصريحات وزير الفلاحة السابق في يوليوز 2024، الذي قال إن القطيع الوطني يضم أكثر من 25 مليون رأس من الغنم والمعز، وإن الوضع مستقر بفضل برامج الدعم.
وأشار إلى أن الوزير الجديد قدم معطيات مخالفة، تفيد بتراجع القطيع بنسبة 38%. وتساءل الغلوسي عن أسباب هذا التدهور خلال ثمانية أشهر فقط.