اقتصاد

الطريق السريع تزنيت-الداخلة.. شريان تنموي يعزز دينامية الأقاليم الجنوبية

أضحى مشروع الطريق السريع تزنيت–الداخلة، الذي يعبر جهة كلميم–واد نون، أحد أبرز المشاريع الاستراتيجية التي تراهن عليها الدولة لتعزيز التنمية السوسيو-اقتصادية بالأقاليم الجنوبية. ويمتد هذا الورش الملكي، الذي أطلقه الملك محمد السادس سنة 2015 في إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، على طول 1055 كيلومتراً، ويهدف إلى ربط الجنوب بباقي جهات المملكة، وتقليص زمن التنقل، وتحسين السلامة الطرقية.

ويرتكز المشروع، الذي تتجاوز كلفته الإجمالية 9 مليارات درهم، على شراكة بين وزارات التجهيز والماء، الداخلية، الاقتصاد والمالية، وعدد من جهات المملكة، أبرزها العيون–الساقية الحمراء، كلميم–واد نون، الداخلة–وادي الذهب، وسوس–ماسة. ويُنتظر أن يُسهم هذا المشروع في تعزيز ربط المغرب بعمقه الإفريقي، وفتح آفاق أوسع أمام الاستثمار والتنمية الاقتصادية في الجنوب.

ووفق وزارة التجهيز والماء، فإن المرحلة التجريبية الحالية تُعد محطة حاسمة لتأمين الاستغلال الآمن والفعال للطريق، من خلال اختبار السلامة المرورية والتدفق وكفاءة البنية التحتية، ما سيمكن من الإعداد الجيد لمرحلة الاستغلال الفعلي.

وأشار المدير المركزي للمشروع، مبارك فنشا، إلى أن هذا الورش الملكي يجسد الرؤية الاستراتيجية للعاهل المغربي من أجل تقريب المسافات وتحقيق عدالة مجالية. وأضاف أن الطريق يتوفر على مواصفات دولية، ويتضمن 16 قنطرة كبرى وجسر ضخم، وأكثر من 1570 منشأة مائية، إضافة إلى 750 ألف متر من حواجز السلامة، وأكثر من 33 مليون متر مكعب من أشغال الحفر والردم.

وقد تم إنجاز هذا المشروع بكفاءات وطنية بنسبة 100%، من مهندسين وتقنيين ومقاولات ومختبرات مغربية، وأسهم خلال فترة الإنجاز في خلق أكثر من 2.5 مليون يوم عمل. كما يُرتقب أن يوفر، بعد استكماله، أكثر من 30 ألف يوم عمل مباشر سنوياً، و150 ألف يوم عمل غير مباشر.

وتعد جهة كلميم–واد نون أحد المكونات المحورية في المشروع، إذ تستأثر بحصة الأسد من الغلاف الاستثماري، بما يفوق 4.2 مليار درهم، كما أنها تضم 11 منشأة فنية كبرى. ويمتد المحور الطرقي العابر للجهة على مسافة 292 كيلومتراً، من جماعة سيدي بوعبداللي بتزنيت إلى واد الواعر بإقليم طانطان. ويشكل هذا المحور رافعة أساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لفائدة ساكنة تفوق 430 ألف نسمة، كما يسهم في تعزيز جاذبية الجهة لاستقطاب الاستثمارات الخاصة والعمومية.

ويتميز المقطع الطرقي تزنيت–كلميم، الذي يبلغ طوله 114 كلم، بتشييد مقاطع بمواصفات طرق سيارة على طول 67 كلم، مع إنجاز طرق مدارية ومنشآت تحتية كبرى، إضافة إلى باحات استراحة، ما يضمن انسيابية حركة السير ويعزز مؤشرات السلامة.

ويُنتظر أن يُحدث هذا المشروع تحولاً عميقاً في البنية الطرقية للجهات الجنوبية، وأن يُسهم في تعزيز التكامل الترابي بين جهات المملكة، مما يمنح آفاقاً واعدة للنمو الاقتصادي والاجتماعي بالمنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى