سياسة

جبهة القوى الديمقراطية: الرياضة رافعة للتنمية ومحاربة الفساد أولوية وطنية

قال مصطفى بنعلي، الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية، إن الإنجاز التاريخي الذي حققه المنتخب الوطني لكرة القدم في قطر، إلى جانب استعداد المغرب لاحتضان كأس إفريقيا للأمم، يؤكد أن الرياضة أصبحت رافعة حقيقية للتنمية الاقتصادية ومحركًا للتطلعات الوطنية، مشددًا على ضرورة التعامل معها من منظور المصلحة العليا للبلاد.

وأوضح بنعلي، خلال لقاء نظم بمدينة فاس بمناسبة إعطاء الانطلاقة الوطنية الرسمية لحملة “انبثاق للانخراط وتجديد الانخراط”، وافتتاح المقر الجديد للأمانة الإقليمية للحزب، أن النجاح الرياضي لا يكتمل إلا بتحسين الأوضاع الاجتماعية للمواطنين وضمان استفادتهم الجماعية من ثمار التنمية.

وأضاف الأمين العام لحزب “الزيتونة” أن الشعارات التي رفعها شباب “زاد” تعكس وعيًا اجتماعيًا متقدمًا، مؤكدًا أن المطالبة بإصلاح المدرسة العمومية والمنظومة الصحية، باعتبارهما أساس تكافؤ الفرص وبناء الإنسان، لا تتناقض مع الاعتزاز بالإنجازات الرياضية، وهو ما عبّر عنه المغاربة في مناسبات وطنية جامعة خلال الأسابيع الأخيرة.

وأشار بنعلي إلى أن المغرب يشيد ملاعب كبرى بمواصفات دولية استعدادًا للتظاهرات القارية والعالمية، وفي الوقت نفسه يبني مستشفيات عمومية بمعايير حديثة وفي آجال متقاربة، في إطار ورش الدولة الاجتماعية الذي يحظى برعاية ملكية، مبرزًا أن التنمية الحقيقية لا تقوم على قطاع واحد، بل على رؤية متوازنة تضع المواطن في صلب السياسات العمومية.

وفي ما يخص محاربة الفساد، أكد الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية أن الأحداث المؤلمة التي عرفتها مدينتا فاس وآسفي، سواء المرتبطة بانهيار عمارات أو بتداعيات الفيضانات، تكشف خطورة الفساد وتبرز الحاجة الملحة إلى ربط المسؤولية بالمحاسبة، مشيرًا إلى أن الفساد لا يهدد المال العام فقط، بل يمس سلامة المواطنين وثقتهم في المؤسسات.

وعلى المستوى التنظيمي، أوضح بنعلي أن إطلاق حملة “انبثاق للانخراط وتجديد الانخراط” من مدينة فاس يندرج في إطار دينامية تنظيمية متواصلة تهدف إلى توسيع قاعدة المشاركة السياسية، وإشراك الشباب والنساء في العمل الحزبي، وتجديد النخب، عبر مسطرة رقمية تحترم حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي.

وأضاف أن الحملة تسعى أيضًا إلى تعزيز المشاركة المواطنة، من خلال التحسيس بأهمية التسجيل في اللوائح الانتخابية، باعتباره مدخلًا أساسيًا للمشاركة الديمقراطية، مؤكدًا أن تأثير الشباب يمر بالضرورة عبر التسجيل باعتباره حقًا وواجبًا وطنيًا.

وشهد اللقاء تسجيل عدد من انخراطات الشباب عبر المنصة الرقمية للحملة، تحت شعار “مغرب واحد للجميع”، وهو الشعار الذي اعتبره بنعلي تنبيهًا لاختلالات “مغرب السرعتين”، ودعوة صريحة إلى العدالة المجالية والاجتماعية وصون الكرامة.

وفي ختام اللقاء، تمت قراءة الفاتحة ترحمًا على أرواح ضحايا انهيار عمارة بمدينة فاس وضحايا الفيضانات بمدينة آسفي، تعبيرًا عن التضامن مع الأسر المتضررة واستحضارًا للمسؤولية الجماعية في مواجهة آثار الإهمال والهشاشة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى