تبون يثير غضب الجزائريين بتصريحات حول أزمة الماء

في تصريحات إعلامية حديثة، أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن الدولة لن تسمح بأن يعاني أي مواطن من العطش، معلنًا عن مشاريع مستقبلية لبناء خمس أو ست محطات لتحلية مياه البحر. هذه الوعود جاءت في وقت تعيش فيه البلاد واحدة من أصعب الفترات المرتبطة بأزمة المياه في الجزائر، خاصة خلال فصل الصيف.
رغم أن تصريحات تبون بدت مطمئنة على الورق، إلا أن الشارع الجزائري لم يستقبلها بالترحيب، بل قوبلت بانتقادات واسعة، خصوصًا من سكان المناطق الداخلية ومناطق الظل، حيث تعاني العديد من البلديات من نقص حاد في التزود بالماء. في ولاية قسنطينة، على سبيل المثال، يشتكي سكان بلديات عيساني عمار، بوزواوش، والخروب من انقطاعات مستمرة منذ أسابيع، وسط غياب أي تدخل فعلي من شركة التوزيع “سياكو” أو السلطات المحلية، رغم تكرار الشكاوى.
الوضع لا يختلف كثيرًا في غرب البلاد، حيث يعيش سكان بلدية المحمدية بولاية معسكر معاناة حقيقية مع العطش منذ ما يقارب 20 سنة، رغم أنها مصنفة ضمن أولويات برامج الدولة. يقول أحد المواطنين: “العطش يقتلنا ببطء منذ عقدين… تعبنا من الانتظار والوعود الكاذبة”.
أما في ولاية تبسة، وخصوصًا بلدية الشريعة، فإن الوضع بلغ حدًا مأساويًا. المواطنون يحصلون على الماء لمدة لا تتجاوز ساعة ونصف فقط كل عشرة أيام. هذا بالرغم من رصد ميزانيات ضخمة لإنشاء مشاريع مائية، من بينها مشروع بلغت كلفته 80 مليار سنتيم، دون أي تحسّن ملموس في الواقع اليومي للسكان.
ولا تقتصر معاناة المواطنين على أزمة المياه في الجزائر، بل تشمل تدهورًا عامًا في الظروف المعيشية. تزايدت حوادث السرقة والاعتداءات، في ظل تراجع واضح لفعالية أجهزة الأمن، ما جعل الشوارع أكثر خطورة، ودفع الكثيرين للتعبير عن فقدانهم الثقة في العدالة التي “لم تعد قادرة حتى على استرجاع الحقوق”، حسب تعبير أحدهم.
وسط هذا الواقع، يتهم العديد من الجزائريين الرئيس تبون بالعيش في عالم بعيد عن معاناة الشعب. بالنسبة لهم، فإن الشعارات الكبرى لا تكفي، والمواطن بحاجة لحلول عاجلة وليس وعودًا بعيدة المدى. أزمة المياه في الجزائر تحولت إلى مرآة تعكس فشل السياسات الحالية في التعامل مع احتياجات المواطنين الأساسية.