الداخلة تشهد تقدمًا كبيرًا في محطة تحلية مياه البحر لتحقيق الأمن المائي

تتقدم أشغال مشروع تحلية مياه البحر في الداخلة بسرعة لافتة، في إطار جهود المغرب لتعزيز الأمن المائي وتشجيع الفلاحة المستدامة، خصوصًا في الأقاليم الجنوبية. بلغت نسبة إنجاز المشروع نحو 75% بحلول يوليوز 2025، حيث تم الانتهاء من تجهيز القطب الطاقي كليًا، بينما حققت وحدة التحلية تقدمًا بنسبة 60%. أما المحيط السقوي المرتبط بالمشروع فقد وصل إلى أكثر من 85%.
سيتم إنتاج 37 مليون متر مكعب من المياه المحلاة سنويًا، ستُخصص 30 مليون منها لسقي محيط فلاحي بمساحة 5200 هكتار. أما الكمية المتبقية، والمقدرة بـ7 ملايين متر مكعب، فستغطي حاجيات مدينة الداخلة والميناء الأطلسي من الماء الصالح للشرب. المشروع يعتمد بالكامل على الطاقة الريحية، بطاقة تصل إلى 60 ميغاواط، ما يجعله نموذجًا وطنيًا في استخدام الطاقات المتجددة في تحلية مياه البحر.
من المتوقع أن يُحدث المشروع تحوّلًا نوعيًا في النشاط الفلاحي بالمنطقة، حيث قد يرتفع الإنتاج من حوالي 105 آلاف طن من الخضر سنويًا إلى 600 ألف طن في أفق سنة 2030. على المستوى الاجتماعي، يُرتقب أن يسهم هذا المشروع في خلق أكثر من 25 ألف منصب شغل قار، مع رفع عدد أيام العمل الفلاحي من 2.5 مليون إلى 15 مليون يوم عمل سنويًا.
القيمة المضافة المتوقعة تفوق مليار درهم سنويًا، مما يعكس التأثير الاقتصادي الإيجابي الكبير للمشروع على ساكنة الجهة. المحطة ستدخل الخدمة قبل نهاية سنة 2025، مباشرة بعد الانتهاء من الأشغال الكبرى والشبكات المرتبطة بها. مشروع تحلية مياه البحر في الداخلة يُجسد التزام المغرب باعتماد حلول مبتكرة ومستدامة لمواجهة التغيرات المناخية وضمان استمرارية التنمية في المناطق الجافة.