الصين تشدد قيودها على شراء رقائق إنفيديا وسط توترات مع أمريكا

تتجه الصين نحو تشديد القيود على شراء الشركات المحلية لرقائق الذكاء الاصطناعي “إتش 20” من إنفيديا، وذلك على خلفية تصريحات أمريكية أثارت جدلاً واسعاً. يأتي هذا القرار في ظل سعي الصين لتعزيز الاكتفاء الذاتي في مجال التكنولوجيا وتقليل الاعتماد على الشركات الأجنبية.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة فاينانشال تايمز، تدخلت ثلاث هيئات تنظيمية صينية رئيسية لوقف التوسع في شراء هذه الرقائق. هذه الهيئات هي إدارة الفضاء السيبراني، ولجنة التنمية والإصلاح الوطنية، ووزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات. تكنولوجيا المعلومات أصبحت اليوم عصب الحياة في مختلف المجالات.
يعزى هذا الإجراء إلى تصريحات أدلى بها وزير التجارة الأمريكي، هوارد لوتنيك، عقب قرار واشنطن بتخفيف ضوابط التصدير على مبيعات “إتش 20”. صرح لوتنيك بأن الولايات المتحدة لا تبيع للصينيين أفضل منتجاتها، بل فقط ما يكفي لجعل مطوريهم معتمدين على التكنولوجيا الأمريكية. واعتبر قادة صينيون هذه التصريحات إهانة مباشرة.
أكد مصدر مقرب من صانعي السياسات أن الخطاب الأمريكي منح الجهات التنظيمية مبرراً إضافياً لتسريع جهودها في دفع الشركات المحلية نحو اعتماد الرقائق الصينية. وبعد أسبوع من هذه التصريحات، أصدرت إدارة الفضاء السيبراني توجيهات غير رسمية لشركات التكنولوجيا الكبرى بوقف طلبات الشراء الجديدة لرقائق “إتش 20”.
وتشير التقارير إلى وجود مخاوف أمنية مرتبطة باستخدام هذه الرقائق، وهو ما دفع السلطات الصينية لاتخاذ هذه الخطوة. يضاف إلى ذلك، سعي الصين لتعزيز قدراتها المحلية في مجال الذكاء الاصطناعي وتقليل الاعتماد على التكنولوجيا الأجنبية.
هذا التطور يأتي في سياق الحرب التجارية والتكنولوجية المستمرة بين الصين والولايات المتحدة. وتسعى كل من الدولتين إلى تحقيق التفوق في مجال التكنولوجيا، وخاصة في المجالات الحيوية مثل الذكاء الاصطناعي.