أعلنت الشرطة الإسبانية يوم الأربعاء، 17 شتنبر 2025، عن اعتقال 19 شخصًا بتهمة القتل والتعذيب على متن قارب كان يقل مهاجرين. القارب انطلق من السنغال متجهاً إلى جزر الكناري، وبعد الوصول تم الإبلاغ عن فقدان ما لا يقل عن 50 شخصًا.
تشير تقديرات السلطات إلى أن حوالي 300 شخص كانوا على متن القارب عند الإبحار. ويعتقد المحققون أن العديد من المفقودين أُلقي بهم في البحر خلال الرحلة التي استغرقت 11 يومًا. وذكر الناجون للمحققين أن عدداً من الموقوفين “هاجموا العشرات من الأشخاص وضربوهم واعتدوا عليهم بطرق مختلفة”، وفقًا لبيان صادر عن الشرطة.
وأضاف البيان أن المتهمين “في بعض الحالات، ألقوا بالمهاجرين أحياء في البحر ورفضوا إنقاذ من سقطوا في الماء عرضًا”. وأوضحت الشرطة أن بعض عمليات القتل مرتبطة بمعتقدات خرافية، حيث اتهم الضحايا بممارسة “السحر” والتسبب في أعطال المحركات ونقص الغذاء والعواصف. كما قُتل آخرون بسبب احتجاجهم على الظروف القاسية التي مروا بها.
يواجه المتهمون التسعة عشر، الموضوعون رهن الاعتقال الاحتياطي، اتهامات بالهجرة غير الشرعية والقتل والاعتداء والتعذيب. وتأتي هذه الحادثة في ظل تزايد عدد المهاجرين غير الشرعيين، حيث لقي آلاف المهاجرين حتفهم في السنوات الأخيرة أثناء محاولتهم العبور بحراً من شمال إفريقيا إلى إسبانيا، وخاصة إلى جزر الكناري الإسبانية الواقعة قبالة الساحل الشمالي الغربي لإفريقيا. وتعتبر إسبانيا إحدى نقاط العبور الرئيسية للمهاجرين غير النظاميين المتجهين إلى أوروبا، إلى جانب إيطاليا واليونان.
هذه القضية تثير تساؤلات حول أزمة الهجرة المستمرة وضرورة إيجاد حلول إنسانية تحمي أرواح المهاجرين. كما تسلط الضوء على خطورة شبكات تهريب البشر التي تستغل حاجة الناس وتحول رحلاتهم إلى مآسٍ. ويجب على المجتمع الدولي أن يتحد لمكافحة هذه الظاهرة وحماية حقوق الإنسان. وتؤكد هذه الأحداث على أهمية التعاون بين الدول لمواجهة تحديات الهجرة وتوفير مسارات آمنة وقانونية للهجرة.
