عودة أكثر من نصف مليون فلسطيني إلى شمال غزة وسط دمار شامل بعد وقف إطلاق النار

عاد أكثر من نصف مليون فلسطيني إلى شمال قطاع غزة منذ بدء سريان وقف إطلاق النار الذي دخل يومه الثاني، في محاولة للعثور على منازلهم وسط مشاهد مروعة من الدمار والموت.
وقال المواطن ساهر أبو العطا لوكالة “فرانس برس”: “لا أجد كلمات تصف ما رأيته… دمار، دمار، وأيضا دمار”.
وكان الجيش الإسرائيلي قد شنّ في منتصف شتنبر هجوما بريا واسع النطاق على مدينة غزة، التي تعتبرها إسرائيل أحد آخر معاقل حركة حماس في القطاع.
وأشارت الأمم المتحدة إلى أن المدينة كانت تضم نحو مليون شخص في غشت الماضي، فيما تحولت مبانٍ كثيرة الآن إلى أنقاض بلا نوافذ أو جدران.
في شوارع المدينة، طغى اللون الرمادي على المشهد؛ أنقاض متناثرة، رجال يسيرون حفاة أو محمّلين بما تبقّى من متاعهم، فيما أظهرت مقاطع فيديو منشورة على وكالة “فرانس برس” مشاهد صادمة من مستشفى الرنتيسي للأطفال، الذي دُمّر بالكامل وتحولت غرفه إلى أكوام من الأسرّة والمعدات المبعثرة.
“فقدنا غزة الجميلة”
تقول رجا سالمي، وهي نازحة عادت من خان يونس إلى غزة، إن الطريق كان “طويلاً ومرهقاً جداً”، مضيفة: “سرنا لساعات طويلة، ومع كل خطوة كنت أشعر بالخوف على منزلي… وعندما وصلت، لم أجده، صار كومة من الركام”.
وبحسب الدفاع المدني في غزة، فإن أكثر من نصف مليون شخص عادوا إلى المدينة منذ ظهر الجمعة، مع بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل: “الناس يعودون رغم الدمار، لأنهم لا يملكون مكاناً آخر”.
وأكدت رجا سالمي، التي فقدت منزلها في حي الرمال، أن “كل الذكريات صارت غباراً”، مضيفة: “بعد عامين من الحرب، لم تعد مدينة غزة كما كانت… حتى أرواحنا صارت ميتة”.
أما سامي موسى (28 سنة)، فعاد بمفرده إلى المدينة لتفقد بيته في مخيم الشاطئ، وقال: “المنزل ما زال قائماً لكنه متضرر… ما رأيته صادم، غزة صارت مدينة أشباح”.
وأضاف: “رائحة الموت في كل مكان، المنازل مهدمة أو منهوبة، والشوارع غارقة في الرمال. لم أتعرف حتى على حارتي القديمة”.
وفيما وافقت إسرائيل وحماس على المرحلة الأولى من خطة السلام التي قدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب، يؤكد موسى: “فقدنا غزة الجميلة، وما زلنا خائفين مما سيأتي”.
يُذكر أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) وصف الوضع في شمال القطاع قبل يوم من وقف إطلاق النار بأنه “كارثي”، مشيرًا إلى إعلان المجاعة قبل شهرين، وإلى أن المنطقة “محرومة فعليًا من المساعدات الغذائية منذ أسابيع”.