900 كاميرا و40 شاشة ذكية.. الدار البيضاء تراهن على التكنولوجيا لمكافحة الجريمة وتنظيم المرور
تشهد مدينة الدار البيضاء تحولًا رقميًا مهمًا في مجال الأمن الحضري، من خلال إطلاق مشروع وطني لتركيب كاميرات مراقبة حديثة في مختلف شوارع وأحياء العاصمة الاقتصادية، بهدف تعزيز الأمن ومكافحة الجريمة، تنفيذًا للتوجيهات الملكية السامية.
ويشرف على هذا المشروع المركز الرئيسي للقيادة والتنسيق بولاية أمن الدار البيضاء، الذي يعمل على تتبع جميع مراحل التنفيذ وضمان جاهزية البنية التحتية التقنية.
وقد جاءت هذه المبادرة بعد جولة ميدانية قام بها والي جهة الدار البيضاء – سطات محمد امهيدية، رفقة والي الأمن عبد الله الوردي، لتحديد المواقع الاستراتيجية لتثبيت الكاميرات، حيث تتولى لجنة تقنية مختصة دراسة كل موقع بدقة لضمان تغطية شاملة للمناطق الحيوية.
يشمل المشروع عدداً من المقاطعات مثل عين السبع، سيدي مومن، البرنوصي وابن امسيك، في إطار إنشاء شبكة مراقبة ذكية تسهم في رفع فعالية الاستجابة الأمنية، وتسهيل مهام الشرطة في التدخل السريع وتتبع الأنشطة المشبوهة.
تُشرف شركة الدار البيضاء للنقل على الجانب التقني من عملية التركيب، بينما تتولى المصالح الأمنية تشغيل النظام ومتابعة البث المباشر عبر مركز القيادة، الذي يتوفر على حائط شاشات ضخم يضم أكثر من 40 شاشة عملاقة مرتبطة بشبكة من 900 كاميرا عالية الدقة، مع خطط مستقبلية لتوسيع الشبكة لتشمل مناطق جديدة.
وستمكن هذه المنظومة الرقمية من مراقبة حركة المرور، وتدبير الازدحام المروري، ورصد المخالفات، إضافة إلى الاستجابة الفورية لنداءات النجدة عبر الرقم 19، ما يعزز سرعة التدخل ويضمن سلامة المواطنين.
ويُعد هذا المشروع خطوة جديدة ضمن التحول الرقمي في المغرب، ويعكس توجه السلطات نحو استخدام التكنولوجيا الذكية لخدمة المواطن، وتحقيق التوازن بين الأمن والحداثة في كبرى مدن المملكة.
