الملء الخامس لسد النهضة.. إثيوبيا تنفرد بالنيل والسودان غارق في الحـ..ـرب ومصر بلا ظهير
في ظل الصراعات المسلحة في السودان والتحديات الاقتصادية في مصر مثل ارتفاع أسعار المعيشة وانقطاع التيار الكهربائي، تعتزم إثيوبيا بدء الملء الخامس لسد النهضة، الذي بدأ بناؤه عام 2011. الملء الجديد سيضيف 23 مليار متر مكعب إلى السعة التخزينية للسد، بعد احتجاز 41 مليار متر مكعب في المراحل الأربع السابقة.
الملء الخامس من المتوقع أن يكون الأكبر منذ بداية عمليات الملء، وسيتم خلاله إضافة أكثر من 15 مليار متر مكعب خلال موسم الفيضان الحالي، من نهاية يوليو إلى 10 سبتمبر المقبل.
إثيوبيا تسرع في أعمال تعلية الحائط الأوسط للسد ليصل ارتفاعه إلى 625 متر فوق سطح البحر، مما سيزيد من قدرة السد على تخزين ما يقرب من 50 مليار متر مكعب من المياه في المستقبل.
الخبراء يشيرون إلى أن زيادة السعة التخزينية للسد تعزز من قدرة إثيوبيا على التحكم في تدفق المياه، حيث يمكن للسد أن يخزن مياه النيل الأزرق لمدة تصل إلى عامين ونصف العام، مما يعني قدرته على تخزين نحو 50% من متطلبات مصر والسودان للمياه لفترة تصل إلى ثلاث سنوات أو أكثر، خاصةً في فترات الجفاف.
مع زيادة عدد السدود التي تخطط لإثيوبيا لإنشائها، يزداد التوتر بين الدول الثلاثة بشأن استخدام موارد مياه النيل، مما يؤثر سلبًا على العلاقات بينهم في المستقبل المنظور.
هذا وتجري عملية الملء بمعزل عن السودان ومصر اللذين يشكل نقصان مياه السد الإثيوبي خطرا وجوديا عليهما، ويبدو الخطر أكثر قتامة بالنسبة لمصر المصنفة ضمن أكثر دول العالم التي تعاني فقرا مائيا، إذ سبق أن أعلن وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم أن موارد بلده المائية تقدر بنحو 59.60 مليار متر مكعب سنويا، تقابلها احتياجات مائية تُقدر بنحو 114 مليار متر مكعب سنويا.
ولا تنسيق في الملء مع السودان المشغول بالمعارك المفتوحة التي لا يعرف أحد متى تنتهي، ولا مع مصر التي تشكو فقرا مائيا يصل إلى درجة الشح، رغم أن النيل هو المورد المائي الوحيد لكل الكائنات الحية على أراضيها، لكنها باتت عاجزة عن التحرك.