التوحيد والإصلاح: باها غادر دنيانا في ظروف غامضة وسنظل نذكره كل عام
قال أوس الرمال، رئيس حركة التوحيد والإصلاح: “تطل علينا ذكرى فقد رجل قل نظيره في زماننا: أخينا الأستاذ عبد الله بها، الذي غادر دنيانا في ظروف غامضة، لكنها –مهما خفيت حقيقتها– لم تخف حقيقة الرجل نفسه، ولا أثره العميق الذي تركه في مسار الدعوة والإصلاح والعمل الوطني”.
وأضاف في “ركن الإصلاح” بالموقع الرسمي لحركة التوحيد والإصلاح، يوم الأربعاء المنصرم، أن “استحضاري سنويا لسيرة هذا الرجل ليس طقسا عابرا، ولا مجرد وفاء لذكرى صديق وأخ في الله، بل هو واجب تربوي وأخلاقي تجاه شبابنا الذي يحتاج –وسط ضجيج النماذج الزائفة– إلى أن يعرف الرجال الذين تبنوا مشروع الإصلاح بصدق وصمت، وجمعوا بين الفكر والعمل، وبين الحكمة والحزم، وبين الصلابة المبدئية والتجرد الخالص لله”.
وأبرز أن “عبد الله بها كان واحدا من الجيل المؤسس لحركة التوحيد والإصلاح، وصانعا لشخصيتها الفكرية والمنهجية”.
وتابع: “لم يكن من الذين يكثرون من الكلام، لكنه كان من القلائل الذين إذا تكلموا أنصت الجميع، وإذا أشاروا استبان الطريق، وإذا اختلف الناس جمع بينهم. كان هادئا في هيبته، حاضرا في صمته، قويا دون أن يرفع صوته، حكيما دون ادعاء، ناصحا دون أن يجرح، ومربيا دون أن يتصدر”.
وأشار إلى أنه “لم يكن أثره داخل الحركة أقل عمقا من أثره في العمل الوطني؛ فقد كان مرجعا منهجيا، يثبت الاختيارات، ويضبط الاتجاه، ويذكرنا –كلما اضطربت العقول أو اشتدت الضغوط– بأن الإصلاح سير طويل، وأن الثمرة تتطلب صبرا، وأن المشاريع الكبرى تبنى بالهدوء والثبات ونظافة اليد”.
وأورد أنه “لذلك سنظل نذكره كل عام، لا حدادا على رجل رحل، ولكن تجديدا للعهد الذي تركه في أعناقنا، ووفاء لرسالة الإصلاح التي عاش من أجلها ورحل وهو ثابت عليها، وسنظل نقدمه لشبابنا قدوة حية في الحكمة، وفي النزاهة، وفي الصبر على تكاليف الطريق”.







