بأزيد من مليار درهم الداخلية تلغي ‘‘صفقة البعيوي‘‘ لإنشاء سد بالخميسات
قررت وزارة التجهيز والماء، بشكل رسمي، إلغاء مشروع بناء سد بوخميس، الذي كان مرتقباً إنجازه بإقليم الخميسات، والذي فازت بصفقته المفتوحة عام 2023 شركة “بعيوي للأشغال”، التي أسسها الرئيس السابق لجهة الشرق، المعتقل حاليا على ذمة “قضية إسكوبار الصحراء” إثر تورطه في ملف للاتجار الدولي بالمخدرات.
جاء القرار بتوقيع وزير التجهيز والماء، نزار بركة، الذي أصدر مقرراً تم نشره عبر المديرية العامة لهندسة المياه يقضي بـ”إلغاء طلب العروض المفتوح الدولي رقم 2023/80/ م. ت. م المتعلق ببناء سد بوخميس بإقليم الخميسات في المرحلة الحالية من المسطرة”. بينما تم إسناد “السهر على تطبيق هذا المقرر إلى المدير العام لهندسة المياه”، وفق تعبير الوثيقة.
وفي دجنبر الماضي كان قد أُعلن عن فوز الشركة المذكورة بصفقة إنجاز سد بوخميس. وحسب المعطيات التقنية المتوفرة-حينها- “كان مقررا إنجاز هذا السد الكبير في مدة 42 شهرا، فيما بلغت قيمة الصفقة المعلنة حينها 1,12 مليار درهم”.
وبهذا القرار تكون آمال ساكنة إقليم الخميسات وباقي أقاليم جهة الرباط “قد تبخّرت” بعدما كان من المقرر ضمن الخطوط العريضة لبرنامج عمل قطاع الماء لسنة 2024 “الشروع في إنجاز أشغال سد بوخميس بإقليم الخميسات بسعة تخزينية تصل إلى 650 مليون متر مكعب، وبكلفة مالية إجمالية قدرت بـ 1,5 مليار”، حسب معطيات عرضها الوزير الوصي أمام لجنة البنيات الأساسية في مجلس النواب، ونشرتها وزارة الماء أواخر السنة الماضية.
قرار إلغاء الصفقة وطلب العروض المفتوح المتعلق بها استند فيه الوزير الوصي على قطاع الماء على مقتضيات المرسوم رقم 2-22-431 الصادر في 08 مارس 2023 والمتعلق بالصفقات العمومية، لاسيما المادة 48 في فقرته الأولى، البند أ.
وبسَط المقرر، الصادر بداية غشت الجاري، تعليلات عديدة للإلغاء؛ إذ جاء حسب الوثيقة “بناء على محضر اجتماع لجنة الماء، المنعقد يوم 13 مارس 2024 برئاسة السيد رئيس الحكومة، ونظرًا لمخرجات وقرارات لجنة الماء في الاجتماع سالف الذكر والتي قضت بإلغاء إنجاز سد بوخميس”.
كما تقرر ذلك، حسب وزير التجهيز والماء، “نظراً للصلاحيات المخوّلة لي بصفتي السلطة المختصة، وباقتراح من المدير العام لهندسة المياه”.
وجاء المقرر الوزاري لنزار بركة ليضفي “الطابع الرسمي” بعد حوالي خمسة أشهر من اجتماع لجنة الماء ومخرجاته، من خلال الدعوة الصريحة إلى تقديم طلبات العروض “في مرحلته ومسطرته الحالية”، بعدما كان هذا الإجراء قد وصل مراحل متقدمة، وتم الرهان على هذا السد، الذي كان مبرمجاً ضمن مشاريع تنزيل “البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشرب مياه السقي 2020-2027″، الذي دعا الملك بمناسبة خطاب العرش الأخير إلى تحيينه وتسريع تنفيذه.
يشار إلى أن مشروع سد بوخميس، المعلن عن إلغاء طلبه عروضه، كان يهدف إلى ضمان تزويد مناطق في إقليم الخميسات بالماء الشروب، فضلا عن استخدامه في مشاريع الربط المائي بين الأحواض التي تعرف خصاصاً أو فائضا، خاصة حوض أبي رقراق، ومشاريع معالجة إشكالية الماء بجهة الدار البيضاء.