صحة و جمال

أين تختبئ الذكريات؟ دراسة جديدة تكشف مفاجأة مذهلة

فهم جديد لوظيفة الذاكرة في الدماغ: الخلايا العصبية وذاكرة الأحداث

توصل فريق من الباحثين إلى اكتشافات هامة حول الخلايا العصبية المسؤولة عن “ذاكرة الأحداث والأشياء” في الدماغ، مما يعزز من فهمنا لكيفية تخزين واسترجاع الذكريات المتعلقة بـ “ما” حدث، ويفتح الباب أمام استراتيجيات جديدة لعلاج مرض ألزهايمر.

ثلاثة أبعاد للذاكرة: “أين، متى، وماذا”

تتكون الذكريات من ثلاثة أنواع من التفاصيل: المكانية (أين)، الزمانية (متى)، والأحداث (ماذا). عملية إنشاء هذه الذكريات معقدة وتتم عبر تخزين المعلومات بناءً على معاني ونتائج التجارب المختلفة، مما يمكننا من تذكرها وإعادة سردها. وأظهرت الدراسة التي نُشرت في مجلة “نيتشر” (Nature) في أغسطس/آب 2024، أن هناك خلايا عصبية محددة تلعب دورًا حاسمًا في كيفية تصنيف الدماغ للمعلومات الجديدة، خاصة عندما ترتبط بالمكافآت أو العقوبات.

القشرة الشمية الداخلية الجانبية ودورها في الذاكرة

تعتبر القشرة الشمية الداخلية الجانبية من المناطق الحيوية في الدماغ التي تتوسط التفاعل بين الحُصين والقشرة، وتحتوي على الخلايا العصبية المسؤولة عن الإشارة الاستباقية للأحداث الماضية في بيئة مألوفة. كشفت الدراسة أن هذه الخلايا العصبية تُشفّر معلومات مثل الروائح، وجدة الأشياء، والأهمية السياقية، والارتباطات بين الإشارات والمكافآت.

دراسة دماغ الفئران: كشف الخلايا العصبية المتخصصة

ركز الباحثون على الطبقات العميقة من القشرة الشمية الداخلية الجانبية في أدمغة الفئران، حيث اكتشفوا خلايا عصبية متخصصة تتعلق بتذكر الأشياء وما ينتج عنها. على سبيل المثال، بعض الخلايا العصبية تنشط عند التعرض لرائحة معينة ترتبط بمكافأة، مثل رائحة الموز المرتبطة بماء السكروز. في المقابل، هناك خلايا عصبية أخرى تستجيب لرائحة ترتبط بنتيجة سلبية، مثل رائحة الصنوبر المرتبطة بماء مر.

العلاقة مع مرض ألزهايمر

أظهرت الدراسة أن الخلايا العصبية الخاصة بذاكرة الأحداث والأشياء في القشرة الشمية الداخلية الجانبية تفقد نشاطها مع تقدم مرض ألزهايمر. إذا تمكنا من إعادة تنشيط هذه الخلايا العصبية، فقد يتيح ذلك تطوير علاجات مستهدفة تساعد في الحفاظ على الذاكرة لدى المرضى.

ارتباط القشرة الشمية الداخلية الجانبية بقشرة الفص الجبهي الإنسي

لاحظ الباحثون أن الخلايا العصبية في القشرة الشمية الداخلية الجانبية ترتبط بشكل وثيق بالخلايا العصبية في قشرة الفص الجبهي الإنسي. عند تثبيط نشاط الخلايا العصبية في القشرة الشمية الداخلية، تفقد الخلايا في قشرة الفص الجبهي الإنسي قدرتها على التمييز بين العناصر الإيجابية والسلبية، مما يؤثر على التعلم. العكس صحيح أيضًا؛ فعند تثبيط الخلايا في قشرة الفص الجبهي الإنسي، تتعطل قدرة القشرة الشمية الداخلية على الاحتفاظ بذكريات منفصلة، مما يؤدي إلى ضعف التعلم واسترجاع الذاكرة.

توفر هذه الدراسة رؤى جديدة حول كيفية إنشاء وتخزين ذاكرة الأحداث في الدماغ، وتفتح آفاقًا لدراسة اضطرابات الذاكرة مثل ألزهايمر. الفهم العميق لهذه العمليات العصبية قد يمهد الطريق لتطوير استراتيجيات علاجية جديدة تهدف إلى تحسين الذاكرة لدى المصابين بأمراض تنكسية مثل ألزهايمر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى