صحة و جمال

علماء يحددون البكتيريا المسؤولة عن أول جائحة في التاريخ البشري

كشف فريق بحثي دولي عن البكتيريا المسؤولة عن أول جائحة موثقة في التاريخ، المعروفة باسم “طاعون جستنيان”. هذه الجائحة اجتاحت منطقة البحر الأبيض المتوسط في القرن السادس الميلادي وأودت بحياة الملايين.

أظهرت دراستان حديثتان نشرتا في مجلات علمية متخصصة، أن البكتيريا المسببة للجائحة هي “يرسينيا بيستيس”، وهي نفسها التي تسببت في “الموت الأسود” في القرن الرابع عشر. الدراسة الأولى، التي أجريت على عينات الحمض النووي من جثث عثر عليها في مقبرة جماعية شمال الأردن، قدمت دليلاً قاطعاً على وجود هذه البكتيريا. هذا الاكتشاف يمثل أول أثر للبكتيريا في قلب الإمبراطورية البيزنطية، وهي من أكثر المناطق تضرراً من الجائحة. يمكنكم الاطلاع على المزيد حول تأثير الجوائح على الصحة العامة في مقالات أخرى على موقعنا.

أما الدراسة الثانية، فاعتمدت على تحليل الجينوم الكامل للبكتيريا من عينات مأخوذة من مواقع متعددة. هذا التحليل سمح للعلماء بتتبع مسار انتشار البكتيريا وفهم تطورها الجيني على مر القرون. وأكدت جامعة جنوب فلوريدا أن هذا الاكتشاف قاده فريق من جامعتي جنوب فلوريدا وفلوريدا أتلانتيك، بالتعاون مع باحثين من الهند وأستراليا.

يعتقد أن “طاعون جستنيان”، الذي انتشر في سنة 541 ميلادية، تسبب في وفاة أكثر من 10 ملايين شخص. وقد ساهم في إضعاف وانهيار إمبراطوريات في أوروبا والشرق الأوسط. سمي الطاعون بهذا الاسم نسبة إلى الإمبراطور جستنيان الأول، الذي أصيب بالمرض ونجا منه. وتؤكد هذه النتائج أن بكتيريا “يرسينيا بيستيس” كانت المحرك الرئيسي لأولى الجوائح في التاريخ البشري. هذا يفتح المجال لفهم أعمق لتاريخ الأوبئة وانتقالها عبر الزمن. يمكنكم قراءة المزيد عن تاريخ الأوبئة وتأثيرها على المجتمعات.

إن فهم أسباب انتشار الأوبئة وكيفية تطورها يساعدنا على الاستعداد بشكل أفضل لمواجهة التحديات الصحية المستقبلية. هذا الاكتشاف يمثل خطوة مهمة نحو فهم أعمق لتاريخ الأمراض وكيفية مكافحتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى