منسق الصحة يكشف أسباب انتشار الإنفلونزا قبل الموعد المعتاد

أشارت المعطيات المتوفرة منذ شهر أكتوبر إلى تسجيل دورة موسمية للأنفلونزا ظهرت في وقت أبكر بقليل من المعتاد، دون تسجيل أي تطور غير مألوف إلى حدود الساعة.
ولم يتم، إلى حد الآن، رصد أي مؤشرات خاصة على الخطورة، كما أن حالات الاستشفاء المرتبطة بالالتهابات التنفسية الحادة تظل مماثلة لتلك المسجلة خلال المواسم السابقة.
الأنفلونزا A (H3N2) تتصدر الفيروسات الموسمية
وأكدت التحاليل المخبرية تسجيل التداول المعتاد للفيروسات التنفسية الموسمية، ولا سيما فيروس الأنفلونزا من النوع A (H3N2)، وذلك في إطار دينامية منسجمة مع الوضعية المسجلة على الصعيد الدولي، وفق أحدث المعطيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية
في هذا الصدد، قال معاذ المرابط، منسق مركز عمليات طوارئ الصحة العامة بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، إن الأنفلونزا الموسمية، هي مرض فيروسي ينتشر طيلة السنة، لكن الموسم الذي تنتشر من خلاله بشدة هو الموسم الحالي في البرد.
وأوضح المرابط أنه توجد أربعة أنواع من فيروسات الإنفلونزا إلا أن نوعين فقط يتسببان في الإنفلونزا الموسمية، هما A وB، وسضم كل نوع منهما نوعين فرعيين، نتحدث هنا عن “H1N1” A، الذي بدأ ينتشر منذ 2009. وهناك النوع A (H3N2) وهو الفيروس المنتشر في الوقت الحالي، تنتشر هذه الفيروسات خلال الموسم، غير أن أحدها يكون أكثر انتشارا وهيمنة من غيره.
الإنفلونزا تعود مبكرا.. واللقاح ضروري
وكشف المرابط، أن هذه السنة الفيروس A (H3N2) هو الذي انتشر بشكل أكثر في العالم ككل من بينهم المغرب طبعا، الشيء الذي وجب أن نعرفه هو أنه عكس ما يتداول ليس هناك فيروس جديد للإنفلونزا على غرار ما ظهر في سنة 2009، هو الفيروس نفسه الذي ينتشر، غير أن الفيروسات عموما تعرف طفرات باستمرار وقد وقعت لها سابقا ولا تزال تقع إلى اليوم.
وأفاد المنسق، أن هذه السنة ظهرت سلالة فرعية A (H3N2) تسمىK، لوحض عالميا بأن هناك بداية قبل الأوان بأربع أسابيع، غير أن هذا الأمر يظل محل نقاش، إذ منذ بداية كوفيد 19 لوحظ أن موسم الإنفلونزا بدأ يتأخر. وخلال هذه السنة، سجلت الإصابات قبل الموسم، لكنها جاءت أبكر مقارنة بما أصبح يسجل في السنوات الأخيرة، وإذا قارنا ذلك بالسنوات التي سبقت كوفيد-19، سنلاحظ أن الإنفلونزا عادت إلى توقيتها المعتاد.
وأشار المرابط، إلى أن موسم الأنفلونزا ليس له موعد ثابت ومحدد بدقة، فهي لا تبدأ في يوم معين أو ساعة معينة، إذ قد تحل في بعض السنوات قبل موعدها بأسبوع أو أسبوعين وقد تتأخر في سنوات أخرى. ما هو ملاحظ أن هناك سرعة الانتشار قليلا أكثر من السنوات الأخيرة لكن تبقى فقط ملاحظات.
ولفت الانتباه إلى أنه حاليا في هذا الوقت الفيروس يخضع لطفرات، هذا هو عالم الفيروسات، ليست هناك أي دراسة تظهر أنه الأكثر انتشارا، لكن الملاحظ أنه ينتشر أكثر، وبالنسبة للخطورة ليست هناك خطورة زائدة مقارنة بالمواسم الماضية، يجب أن نعلم أن الأنفلونزا هو مرض موسمي، ممكن أن يؤدي عند الفئات الهشة إلى مضاعفات، يعني الأشخاص المسنين والأطفال الصغار النساء الحوامل، الأشخاص الذين لديهم هشاشة مناعية، وهنا ينصح باللقاحات، على اعتبار أن كل سنة يكون لقاح يصنع ويوصى به لهذه الفئات.
وأضاف أنه حسب التقرير الأخير لمنظمة الصحة العالمية في 10 -12-2025، اللقاح المتوفر حاليا له فعاليته، وعندما نتحدث عن فعاليته فهو لا يمنع أن يمرض الإنسان ولكن يمنع من أن يكون مرض خطير.
وأوصى المرابط، بتفادي نقل العدوى إلى الآخرين، باعتبار أن هذه سلوكيات وقائية تندرج ضمن ثقافة التعامل مع التهابات الجهاز التنفسي سواء تعلق الأمر بكوفيد-19، أو بالفيروس الأنفي أو بفيروسات أخرى، وشدد على ضرورة الالتزام ببروتوكول وقائي قائم على الحيطة والحذر من خلال تجنب المصافحة عند المرض، واحترام الإجراءات الوقائية، حماية للآخرين ومنعا لانتقال العدوى.







