فن وثقافة

هذا ما دعت إليه اليونسكو بخصوص أنظمة التعليم بالمغرب العربي

دعت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، في تقريرها السنوي الصادر في 22 نوفمبر 2024 من العاصمة المغربية الرباط، إلى تبني رؤية استراتيجية شاملة لتحقيق تحول رقمي مستدام في أنظمة التعليم في الدول المغاربية. التقرير، الذي أعدته اليونسكو بالتعاون مع وزارات التعليم في المغرب، الجزائر، ليبيا، تونس، وموريتانيا، شدد على ضرورة تعزيز البنية التحتية الرقمية، مع معالجة الفجوات الاجتماعية والجغرافية لتوفير تعليم عالي الجودة وشامل للجميع.

تحول رقمي يشمل جميع القطاعات

وأوضح التقرير أهمية تنسيق الجهود بين القطاع العام والخاص لزيادة الميزانيات واستكشاف مصادر تمويل جديدة، مثل صناديق وكالات التنمية والشراكات الاستراتيجية، لدعم هذا التحول الرقمي. وأكد على ضرورة تبني خمس محاور أساسية لتحقيق هذا التحول:

  1. التنسيق والقيادة
  2. البنية التحتية والاتصال
  3. التكلفة والاستدامة
  4. القدرات وثقافة التحول
  5. المحتوى والمناهج الدراسية

تحقيق العدالة الرقمية لجميع الفئات

أشار التقرير إلى أن تحول رقمي ناجح في التعليم يتطلب أيضاً معالجة الفجوات في الوصول إلى الإنترنت بين المناطق الريفية والحضرية، خاصة بين الفئات المهمشة. ومن أجل تحقيق ذلك، أوصى التقرير بتنسيق الاستثمارات في تحديث البنية التحتية الرقمية، مع تبني حلول مبتكرة مثل مراكز رقمية مشتركة أو مختبرات تعليم متنقلة.

التمكين الرقمي للفتيات والنساء

دعا التقرير إلى ضرورة تعزيز مهارات الفتيات والنساء في مجال التكنولوجيا والعلوم، خصوصًا في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، بهدف تقليص الفجوة بين الجنسين في التعليم والعمل التكنولوجي. وأكد على ضرورة إدراج هذه المهارات من مراحل التعليم الأولى لتشجيع الفتيات على دخول هذه المجالات.

التدريب والتقييم المستمر للمعلمين

وفيما يتعلق بالجانب الفني، شدد التقرير على أهمية تطوير أطر كفاءات رقمية وتوفير تدريب مستمر للمعلمين، مع ضرورة تقييم أثر هذا التدريب في دمج الأدوات الرقمية في الممارسات التعليمية اليومية. وقد وصف التقرير التحول الرقمي في حوكمة التعليم باعتباره “محورًا استراتيجيًا يتجاوز كونه تحديًا تقنيًا”، ويجب أن يشمل جميع جوانب العملية التعليمية.

التزام المغرب بتطوير التعليم الرقمي

من جانبه، أكد محمد سعد برادة، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في المغرب، أن بلاده تتجه بثبات نحو مستقبل رقمي في التعليم، حيث تسعى إلى تسخير التكنولوجيا لتحسين الأداء التعليمي، وتمكين الطلبة من مواجهة تحديات المستقبل.

التحول الرقمي: طريق طويل ولكن واعد

ختامًا، أشار مدير المكتب الإقليمي لليونسكو في المغرب العربي إلى أن “طريق التحول الرقمي قد يكون طويلاً وشاقاً، لكن النتيجة تستحق الجهد”، مؤكدًا أن التعليم الرقمي الشامل والمبتكر سيتيح للطلاب في الدول المغاربية التكيف مع تحديات العصر الرقمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى