
نجحت الدبلوماسية المغربية في إقصاء ملف الصحراء من جدول أعمال قادة الاتحاد الإفريقي خلال القمة المنعقدة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. جاء هذا الإنجاز رغم المحاولات المتكررة لخصوم الوحدة الترابية لإدراجه ضمن أجندة القمة، مما يؤكد وجود دعم متزايد للرؤية المغربية داخل القارة الإفريقية.
إعادة التوازن داخل الاتحاد الإفريقي
يعد هذا النجاح المغربي محطة بارزة في إعادة رسم موازين القوى داخل الاتحاد الإفريقي، حيث استطاعت المملكة تحييد المناورات التي تستهدف وحدتها الترابية منذ عودتها إلى المنظمة القارية سنة 2017. وقد أدى ذلك إلى تعزيز الشراكات والتحالفات داخل القارة، مما يمهد الطريق لإنهاء عضوية الكيان الوهمي في الاتحاد، وتركيز الجهود على التنمية والاستقرار.
تحالفات إستراتيجية ومقاربة متكاملة
أوضح هشام معتضد، الباحث في الشؤون الإستراتيجية، أن هذا الإنجاز يعكس مدى صلابة الدبلوماسية المغربية وقدرتها على بناء تحالفات فعالة. كما أكد أن المغرب استطاع فرض رؤيته الواقعية لقضية الصحراء، بالاعتماد على الشرعية الدولية واقتناع متزايد داخل الاتحاد بأن هذا الملف يجب أن يبقى ضمن اختصاص الأمم المتحدة.
حسم مغربي وورطة جزائرية
من جانبه، أشار محمد نشطاوي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض، إلى أن استبعاد الملف من أجندة القمة الإفريقية يعكس انحسار الدعم التقليدي للبوليساريو داخل الاتحاد الإفريقي. وأضاف أن هذا التطور يكرس الرؤية الأممية لحل النزاع، ويحرم خصوم المغرب من استخدام المنصات الإفريقية لتمرير أجنداتهم.
دعم متزايد لمخطط الحكم الذاتي
أكد نشطاوي أن عدد الدول الإفريقية الداعمة لمخطط الحكم الذاتي في تزايد مستمر، وهو ما يعكس نجاح الدبلوماسية المغربية في فرض هذا الخيار كحل واقعي ومستدام. كما أوضح أن التحولات الإقليمية والدولية تؤكد أن لا حل لملف الصحراء إلا في إطار السيادة المغربية الكاملة.