مجتمع

أزمة أدوية “فرط الحركة” تثير قلق الأسر في المغرب

تفاقمت أزمة انقطاع أدوية علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) في الصيدليات المغربية، مما أثار قلق الأسر التي تعاني مع أطفالها المصابين بهذا الاضطراب. رشيد حموني، رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، وجه سؤالا كتابيا إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، حول هذا الموضوع.

النائب البرلماني عبر عن استيائه من معاناة الأسر بسبب عدم توفر الأدوية الضرورية. وأشار إلى أن سيدة مغربية، أم لطفل يعاني من هذا الاضطراب، عبرت عن قلقها العميق بسبب تفاقم الوضع الصحي والنفسي لطفلها، وتعرضه للتنمر في المدرسة، مما يهدد استمراره في التعليم.

وأكد حموني أن هذه الحالة تعكس معاناة العديد من الأسر المغربية التي تجد صعوبة في الحصول على هذه الأدوية، رغم أهميتها في العلاج والمتابعة الطبية. وطالب الوزارة بالتدخل العاجل لتأمين توفر الأدوية بانتظام وبأسعار مناسبة.

محمد عريوة، الكاتب العام للمنظمة الديمقراطية للصحة، أوضح أن أدوية علاج اضطراب فرط الحركة هي من فئة المنشطات العصبية الضرورية للأطفال المصابين. وأعرب عن أسفه للانقطاع المتكرر لهذه الأدوية، مشيرا إلى أن هذه المشكلة طالت أدوية أخرى ضرورية.

وعزا عريوة هذا الخلل إلى التحول المؤسساتي في منظومة تدبير الأدوية، حيث انتقلت المسؤولية من وزارة الصحة إلى الوكالة المغربية للأدوية والمنتجات الصحية، بموجب القانون رقم 10.22. وأكد أن هذا الانتقال لم يواكبه التنسيق الكافي مع المصنعين والموزعين، مما أدى إلى اضطرابات في سلاسل الإمداد.

وشدد على ضرورة أن تضطلع الوكالة الجديدة بدور فعال في ضمان استمرارية توفير الأدوية، خاصة أدوية اضطراب فرط الحركة، لما لها من تأثير مباشر على صحة المرضى واستقرارهم النفسي والتربوي. وأضاف أن الوكالة مطالبة بتعزيز الاستثمارات وتطوير الصناعة الدوائية الوطنية لتقليل الاعتماد على الخارج.

تنص المادة الثانية من القانون المنظم للوكالة المغربية للأدوية والمنتجات الصحية على ضمان توافر الأدوية والولوج إليها، والسهر على جودتها وفعاليتها وسلامتها. ويرى المتتبعون أنه يجب تفعيل هذه المهام بفعالية أكبر.

إيمان الجعفري، المرشدة النفسية والسلوكية، تؤكد أن الأطفال المصابين بتشتت الانتباه يحتاجون إلى معاملة خاصة، نظرا لتأثير سلوكهم على علاقاتهم مع الآخرين. وغالبًا ما يجد هؤلاء الأطفال صعوبة في تكوين صداقات، ويفضلون الانسحاب بسبب شعورهم بالعجز عن التواصل السليم، مما قد يسبب لهم الإحباط والعزلة.

يُظهر الطفل المصاب بهذا الاضطراب أعراضًا واضحة، مثل الاندفاع، سرعة الغضب، قلة الانتباه، والتشتت في أداء المهام الدراسية. كما يتميز بحركة زائدة وعدم القدرة على البقاء ساكنًا، وقد يلجأ للتخريب أو ممارسة أكثر من نشاط في وقت واحد، مما يؤدي إلى ضعف التحصيل الدراسي.

للتعامل الصحيح مع هذه الحالات، يجب على الوالدين توفير بيئة أسرية هادئة خالية من التوتر والانفعالات، وتفادي استخدام أساليب التخويف والتهديد. الدعم النفسي والتربوي ضروري من خلال تقديم المساعدة اليومية في إنجاز المهام الدراسية وتقديم الحوافز الإيجابية.

بعض التفاصيل الصغيرة تلعب دورًا مهمًا في تحسين تركيز الطفل، مثل اختيار المكان المناسب للدراسة أو تناول الطعام بعيدا عن مصادر التشويش. يُستحسن تعزيز التواصل البصري عند الحديث مع الطفل لضمان تركيزه وتفاعله، مع استخدام أسلوب كلام بسيط وواضح.

في الحالات الأكثر تعقيدا، تنصح الجعفري بضرورة عرض الطفل على مختص نفسي أو سلوكي لتقييم الحالة ووضع خطة علاجية مناسبة. الرعاية النفسية المتخصصة، إلى جانب الدعم الأسري، ضرورية لتمكين الطفل من تجاوز اضطرابه ومساعدته على الاندماج في المجتمع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى