اقتصادتقنية

القنيطرة: مصنع ضخم لبطاريات السيارات الكهربائية يعزز مكانة المغرب

المغرب يقترب من تحقيق قفزة نوعية في صناعة السيارات النظيفة مع قرب إنشاء “مصنع ضخم” لبطاريات السيارات الكهربائية بالقنيطرة. هذا المشروع، التابع لمجموعة “غوشن هاي تيك” الصينية الأوروبية، يمثل خطوة هامة نحو تعزيز مكانة المملكة كفاعل رئيسي في هذا المجال.

أكد خالد قلام، الرئيس المغربي لشركة “غوشن باور المغرب”، أن الأشغال التحضيرية للمصنع قد اكتملت، ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج في الربع الثالث من السنة المقبلة. وتبلغ قيمة الاستثمار الإجمالية 6.5 مليارات دولار، مما يعكس الأهمية التي توليها المجموعة لهذا المشروع الطموح.

يهدف هذا الاستثمار إلى توسيع قطاع السيارات في المغرب وتكييفه مع المتطلبات الحديثة. في المرحلة الأولى، ستصل طاقة المصنع إلى 20 جيغاوات، مع خطط لزيادة الإنتاج إلى 40 جيغاوات في المرحلة الثانية، بالاتفاق مع الحكومة المغربية.

المحلل الاقتصادي رشيد ساري، من المركز الإفريقي للدراسات الاستراتيجية والرقمنة، يرى أن إقبال الصين على الاستثمار في هذا القطاع بالمغرب يعود لأسباب عامة وخاصة. الأسباب العامة تتعلق برغبة الصين في إعادة توزيع سلاسل التوريد بعد جائحة كورونا، بينما الأسباب الخاصة ترتبط بـصناعة بطاريات الليثيوم المغربية المستخلصة من الفوسفور، وتوفر المملكة على مختبرات متخصصة في هذا المجال.

كما أشار ساري إلى امتلاك المغرب لكميات كبيرة من الكوبالت، وهو معدن هام يستخدم في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية، مما يجعله في موقع متميز لجذب الاستثمارات في هذا القطاع. هذا بالإضافة إلى الموقع الاستراتيجي للمغرب الذي يجعله بوابة إلى الأسواق الأوروبية والأمريكية.

من جانبه، يرى المحلل الاقتصادي الصيني نادر رونغ أن المغرب أصبح وجهة مفضلة للاستثمارات الصينية في مجال صناعة بطاريات السيارات الكهربائية، نظراً لقربه من الأسواق الأوروبية والأمريكية، وبيئته الاستثمارية المستقرة، ووفرة الموارد الطبيعية. ويضيف رونغ أن العلاقات المغربية الصينية المتنامية تساهم في تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.

هذا المصنع الجديد سيساهم بشكل كبير في تعزيز صناعة السيارات الكهربائية في المغرب، وخلق فرص عمل جديدة، وتحقيق التنمية المستدامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى