صحة و جمال

دراسة تكشف: ارتفاع الحرارة يزيد سرطان النساء في المغرب

كشفت دراسة علمية حديثة عن علاقة مقلقة بين ارتفاع الحرارة وتزايد حالات السرطان لدى النساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بما في ذلك المغرب. الدراسة، التي نشرت في مجلة “فرونتييرز”، شملت 17 دولة وأظهرت ارتباطًا وثيقًا بين تغير المناخ وزيادة الإصابة والوفيات بأربعة أنواع من السرطان: الثدي، عنق الرحم، المبيض، والرحم.

الدكتورتان وفاء أبو الخير وسونغسو تشون من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وهما من قامتا بالدراسة، أكدتا أن التعرض الطويل لدرجات الحرارة المرتفعة يزيد من نسب الإصابة والوفاة بهذه السرطانات. وأوضحن أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعتبر من أكثر المناطق عرضة لتغير المناخ، مما يجعل النساء أكثر عرضة للخطر.

وأشارت الدراسة إلى أن تغير المناخ يؤثر على جميع جوانب الحياة، بما في ذلك الصحة. فهو يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة، وتدهور جودة الهواء، وتهديد إمدادات المياه، وزيادة انعدام الأمن الغذائي، وكل ذلك ينعكس سلبًا على صحة السكان. كما أن ارتفاع الحرارة يساهم في انتشار الأمراض المعدية.

السرطان يعتبر سببًا رئيسيًا لوفيات النساء. ففي عام 2020، توفيت 4.4 ملايين امرأة حول العالم بسبب السرطان، و25% من هذه الوفيات كانت بسبب سرطان الثدي. وتغير المناخ يزيد من هذا العبء من خلال زيادة التعرض للعوامل المسببة للسرطان، مثل ملوثات الهواء والأشعة فوق البنفسجية.

الدراسة حذرت من أن تغير المناخ قد يعطل أنظمة الرعاية الصحية، مما يعوق الفحص والتشخيص والعلاج في الوقت المناسب. هذا يؤثر سلبًا على نتائج السرطان، خاصة عند النساء اللواتي يتعرضن بشكل أكبر للعوامل البيئية الخطرة. كما أن النساء يعانين من أعباء غير متساوية بسبب العوامل الاجتماعية والاقتصادية.

وتوقعت الدراسة ارتفاع درجة الحرارة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمقدار 4 درجات مئوية بحلول عام 2050. هذا الاحتباس الحراري سيجعل سرطانات الثدي والمبيض والرحم وعنق الرحم أكثر شيوعًا وفتكًا في هذه المنطقة.

وشددت الدراسة على ضرورة دمج استراتيجيات التكيف مع تغير المناخ ضمن خطط مكافحة السرطان الوطنية. هذا سيساعد في التخفيف من التأثيرات الصحية لتغير المناخ على انتشار ووفيات السرطان بين النساء في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى