مجتمع

تهميش ONCF لآسفي مستمر قطارات متوقفة وسط حرارة شديدة وإدارة الخليع تتجاهل المعاناة رغم اقتراب مونديال 2030.

مرة أخرى، يؤكد المكتب الوطني للسكك الحديدية (ONCF) أنه لا يرى في مدينة آسفي سوى محطة عابرة لا تستحق أي اهتمام أو استثمار. تهميش مستمر وخدمات متدهورة تعكس تجاهلًا صارخًا لمواطني المدينة الذين يعانون يوميًا من إخفاقات لا تُحتمل في النقل السككي.

في حادثة جديدة تكشف حجم الإهمال، توقف قطار بين بوكدرة وآسفي لأكثر من ساعة بسبب عطب تقني، وسط ارتفاع قياسي في درجات الحرارة، حيث ترك الركاب تحت الشمس الحارقة بلا أي تواصل أو دعم من المسؤولين. ولم تقتصر المشكلة على توقف القطار، بل وصلت إلى حد دفع المسافرين للخروج سيرًا على الأقدام في محاولة يائسة للعثور على وسائل نقل بديلة.

هذه الواقعة ليست مجرد حادث عرضي، بل هي نتيجة تراكمية لسياسات إهمال ممنهج من قبل ONCF تجاه آسفي. المدينة التي كانت يومًا محورًا اقتصاديًا وثقافيًا، تُعامل اليوم كمنطقة هامشية لا تستحق تحديث خطوطها ولا تحسين خدماتها.

في المقابل، تعيش خطوط السكك الحديدية في مدن كبرى أخرى على وقع تحديثات متواصلة وتجهيزات حديثة، ما يضاعف الفجوة بين آسفي وباقي المدن، ويزيد من معاناة سكانها الذين يدفعون ثمن هذا التمييز يوميًا.

مع اقتراب موعد انطلاق كأس العالم، يتحدث المسؤولون عن تحسين النقل والبنية التحتية، لكن الواقع على الأرض في آسفي لا يبشر بأي تغيير. كيف يمكن الحديث عن خدمة نقل وطنية قوية في المونديال، بينما تظل مدن كآسفي محرومة من أبسط شروط السلامة والراحة في قطاراتها؟

على ONCF أن تتحمل مسؤولياتها كاملة تجاه جميع المدن المغربية، ولا تكتفي بالاهتمام بالمظاهر الإعلامية أو المناطق ذات الربح السريع، بل تعيد النظر جذريًا في سياستها تجاه المناطق المنسية، خصوصًا آسفي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى