صحة و جمال

موجات الحرّ تدفع لاستخدام المكيفات بكثافة وتحذيرات من مضاعفات صحية خفية

مع ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف، يتزايد اعتماد الأسر على الأجهزة الكهربائية، خصوصًا أجهزة التبريد كالمكيفات والمراوح، ما يؤدي إلى ارتفاع كبير في استهلاك الكهرباء. وتشير المعطيات إلى أن فواتير الكهرباء ترتفع بنسبة تصل إلى 20 في المئة خلال هذه الفترة، نتيجة الاستخدام المكثف لهذه الأجهزة، وخصوصًا المكيفات التي تستهلك كميات مهمة من الطاقة.

ومع هذا الاستخدام المكثف، برزت مخاوف صحية، خصوصًا في صفوف الفئات الهشة كالأطفال والمسنين وذوي الأمراض المزمنة، إذ حذر عدد من الأطباء من أضرار التكييف عند استعماله بشكل مفرط أو غير سليم، لما قد يسببه من أمراض تنفسية، التهابات، وحساسية، إضافة إلى مخاطر على القلب نتيجة الفروقات المفاجئة في درجات الحرارة.

وزيرة الانتقال الطاقي، ليلى بنعلي، كشفت أن منظومة الكهرباء الوطنية سجّلت رقماً قياسياً في استهلاك الطاقة يوم 30 يونيو، بلغت خلاله القدرة المطلوبة 7.9 جيغاواط، بسبب كثافة استعمال المكيفات، مشيرة إلى أن هذا الضغط مرشح للارتفاع مع تزايد درجات الحرارة.

وفي إطار مواجهة هذا الوضع، ذكرت الوزيرة أنه تم اتخاذ إجراءات تنظيمية عبر قرار مشترك مع وزارة الصناعة والتجارة، يهدف إلى تحسين الأداء الطاقي للمكيفات وتحديد معايير إلزامية، إلى جانب العمل في المناطق الجبلية على تطوير بنايات تعتمد على المواد التقليدية لتقليل الحاجة إلى التبريد الصناعي.

من جهته، شدد الدكتور الطيب حمضي على أن المكيفات ليست ضارة أو نافعة بشكل مطلق، بل إن تأثيرها مرتبط بكيفية استخدامها. فهي تساعد على تخفيف الضغط الحراري وتحسين النوم، لكنها قد تتسبب في جفاف الجلد والتهابات الجهاز التنفسي إذا لم تُستخدم بشكل معتدل أو دون صيانة دورية.

حمضي دعا إلى تنظيف فلاتر المكيفات باستمرار، وتفادي تعريض الجسم لفروقات كبيرة بين الحرارة الخارجية والداخلية، مشيراً إلى أن الفرق المثالي يجب ألا يتجاوز 8 درجات مئوية، لتجنب “الصدمة الحرارية” التي قد تؤدي إلى تسارع ضربات القلب أو فقدان الوعي لدى الأشخاص الأكثر هشاشة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى