مجتمع

عشرات القاصرين في محاولة جديدة لاقتحام سبتة المحتلة

شهدت سواحل سبتة، صباح السبت، محاولات متكررة لأعداد كبيرة من الأطفال والمراهقين المغاربة لعبور البحر نحو المدينة المحتلة، في مشهد وثقته مقاطع فيديو منشورة على منصات التواصل الاجتماعي انطلاقا من سواحل الفنيدق.

وحسب مصادر إعلامية محلية إسبانية، فإن خفر السواحل التابع للحرس المدني الإسباني اضطر للتدخل عشرات المرات منذ الصباح لإنقاذ قاصرين وشباب ألقوا بأنفسهم في البحر رغم قوة الأمواج وظروف الملاحة الصعبة. هؤلاء يتم نقلهم إلى قاعدة “الخدمة البحرية” التابعة للحرس المدني، ومنها إلى معبر تاراخال حيث يُعاد البعض منهم إلى الجانب المغربي.

السلطات الإسبانية وصفت الوضع بـ”المعقد”، في ظل استمرار تدفق مجموعات متفرقة من المهاجرين، خاصة من القاصرين، نحو السواحل بشكل غير منظم.

اللافت أن مقاطع الفيديو المصورة بالفنيدق أظهرت بوضوح شبابا يهرولون جماعات نحو البحر دون أن يعترضهم أحد، ما أثار انتقادات بخصوص “غياب الردع” و”ضعف اليقظة الأمنية” أمام هذه الظاهرة. لكن لاحقا من هذا اليوم، بدأت قوات الشرطة تسحب أطفالا متعبين من السباحة إلى اليابسة.

وفي الوقت الذي كانت البحرية المغربية في السابق تسير زوارق دورية كبيرة لتأمين الشريط الساحلي، لوحظ هذه المرة غياب شبه كامل للتدخلات، الأمر الذي ساهم في تصاعد محاولات العبور.

مأساة متجددة

المخاطر المميتة للهجرة السرية لم تثنِ هؤلاء القاصرين عن تكرار المحاولة. فقد خلفت الأحداث الأخيرة مصرع طفلين غرقاً، إلا أن ذلك لم يكن كافياً لردع العشرات عن الإلقاء بأنفسهم إلى البحر بملابسهم العادية أملاً في الوصول إلى سبتة.

بموازاة ذلك، يواجه مركز الإيواء المؤقت للمهاجرين (CETI) في سبتة ضغطا متزايدا، حيث تجاوز عدد المقيمين طاقته الاستيعابية، ما أجبر مئات المهاجرين على النوم في العراء أو داخل خيام منصوبة بجوار أسوار المركز.

وبدأت تداعيات الظاهرة تنعكس اجتماعيا. فحسب مصادر محلية، شهدت مدينة الفنيدق توترات متكررة واحتكاكات بين مهاجرين غير نظاميين وسكان محليين، في ظل شكاوى من غياب تدخل السلطات لفرض النظام العام.

ويؤكد فاعلون مدنيون أن الوضع مرشح للتفاقم ما لم تُعتمد مقاربة اجتماعية واقتصادية تعالج الأسباب العميقة التي تدفع مئات الأطفال والمراهقين إلى المغامرة بحياتهم، خاصة البطالة، والهشاشة، وغياب آفاق حقيقية للتأطير والدعم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى