كشفت صحيفة هآرتس العبرية أن الحكومة الإسرائيلية أطلقت خلال الأشهر الأخيرة حملة ضخمة في الولايات المتحدة لتلميع صورتها أمام الرأي العام الأمريكي بعد العدوان على غزة.
وتشمل هذه الحملة عقودًا بملايين الدولارات مع شركات تسويق أمريكية وأوروبية، بهدف تحسين صورة إسرائيل عبر الإنترنت والكنائس المسيحية ومنصات الذكاء الاصطناعي.
ووقّعت إسرائيل عقودًا مع عدة شركات مرتبطة بالحزب الجمهوري واليمين المحافظ، من بينها شركة Clock Tower X التي يملكها براد بارسكيل، المدير الرقمي السابق لحملة دونالد ترامب.
العقد، الذي تصل قيمته إلى 6 ملايين دولار لمدة أربعة أشهر، يهدف إلى إنتاج مئات المحتويات الرقمية شهريًا، بما فيها الفيديوهات والبودكاست والمنشورات الموجهة للمسيحيين الأمريكيين المحافظين.
وتركز الحملة على المجتمعات المسيحية الإنجيلية التي كانت تُعد من أبرز داعمي إسرائيل، لكنها بدأت تُظهر تراجعًا في الدعم منذ اندلاع الحرب على غزة.
وتعتمد الشركات الإسرائيلية على بيانات رقمية دقيقة لتحديد مواقع الكنائس وتتبع الحاضرين أثناء العبادة، ثم استهدافهم بالإعلانات التي تربط إسرائيل بالقيم الدينية المسيحية.
اللافت أن الحملة تتضمن أيضًا محاولة التأثير على برامج الذكاء الاصطناعي التوليدية مثل ChatGPT، من خلال تحسين محركات البحث وتوجيه المحتوى بحيث يظهر الخطاب المؤيد لإسرائيل في إجابات الذكاء الاصطناعي.
ويُعتقد أن هذه أول محاولة رسمية لدولة في العالم لتغيير شكل الحوار داخل روبوتات المحادثة.
وبحسب استطلاعات مركز بيو، ارتفعت نسبة الأمريكيين الذين يحملون نظرة سلبية تجاه إسرائيل من 42% سنة 2022 إلى 53% في 2025، خصوصًا بين الشباب والجمهوريين دون سن الخمسين.
ويرى مراقبون أن هذه الحملات تمثل ردّ فعل مباشر على هذا التراجع، في محاولة من إسرائيل لاستعادة دعمها التقليدي في الأوساط المسيحية واليمينية.






