مجتمع

شبكة تهريب عابرة للمضيق: تسجيلات تكشف تورّط عناصر في تسهيل عبور المهاجرين بين المغرب وإسبانيا

كشفت معطيات أمنية إسبانية تفاصيل صادمة حول شبكة لتهريب المهاجرين بين المغرب، سبتة والجزيرة الخضراء، بعد عملية واسعة نفذها الحرس المدني ضمن ما يعرف بـ”عملية باركيرا”، وأسفرت عن اعتقال 11 شخصاً، بينهم خمسة يُشتبه في أنهم قادة التنظيم.

التحقيقات، التي نشرتها وكالة “أوربا سور”، استنادا إلى تسجيلات هاتفية اعترضها الحرس المدني، تبرز أن الشبكة كانت تتحدث بشكل عادي عن “تسخير” عناصر من الدرك، ومستخدمين في الموانئ، وصيادين، مقابل مبالغ مالية محددة سلفاً لتسهيل مرور المهاجرين.

وتُظهر المكالمات أن أفراد الشبكة كانوا يدفعون 2.500 يورو لـ”الوحدة البحرية المغربية” و500 يورو لـ”رئيس الميناء” في بعض العمليات، مقابل غض الطرف عن تحركات قواربهم أو تنفيذ مطاردات وهمية لقوارب فارغة، بينما يتم تمرير القارب الحقيقي نحو المياه الإسبانية.

قاموس” سري لإخفاء الأنشطة… وطرق تهريب مدروسة

التحقيقات كشفت أيضاً أن الشبكة طوّرت قاموساً خاصاً لإخفاء طبيعة نشاطها، حيث كانت تستخدم كلمات مشفّرة مثل:

“العمّال” = مهاجرون

“الجلود” = وثائق مزوّرة

“الحمر” = البحرية المغربية

في إحدى المكالمات يقول أحد المهرّبين: “عندي جوج ديال العمال، خاصنا نمشيو دابا”. وبعدها تنطلق سلسلة من الإجراءات تشمل نقل الأشخاص، إخفاءهم في منازل محددة، تجهيز وثائق مزوّرة، ثم نقلهم في قوارب ترفيهية أو صيد مموّهة نحو سواحل الجزيرة الخضراء.

شبكة محكمة بين المغرب وسبتة والجزيرة الخضراء

العملية الأمنية أكدت أن التنظيم لم يكن شبكة عابرة، بل بنية متكاملة تُدار عبر ثلاث نقاط: في المغرب حيث تجنيد المهاجرين وتحديد نقاط الانطلاق.

وبسبتة، حيث يجري تدبير الإيواء المؤقت في منازل سرية ورصد التحركات؛ بينما في الجزيرة الخضراء يتم استقبال الوافدين وإكمال عملية إخفائهم.

وكان أفراد الشبكة ينتقلون بانتظام بين سبتة والجزيرة الخضراء عبر الرحلات البحرية العادية، في مظهر يوحي بأنهم ركاب عاديون، بينما كانوا يشرفون فعلياً على متابعة عمليات التهريب.

منازل سرية ومسارات دقيقة لتجنب المراقبة

الحرس المدني عثر على ثلاثة منازل مخصصة لإخفاء المهاجرين. التحريات بينت أن الشبكة كانت تدرس بدقة، توقيت تبدّل دوريات البحرية الإسبانية، ظروف الطقس، نقاط الضعف في المراقبة، والقدرة الجسدية للمهاجرين لعبور المسارات البرية قبل الوصول إلى البحر.

ووصل الأمر بالشبكة إلى مطالبة المهاجرين بالنزول من جبل موسى سيرا لتجنب الرصد قبل بلوغ الساحل.

العملية الأمنية أسفرت عن اعتقال 11 شخصا وإيداعهم السجن الاحتياطي، من بينهم خمسة يُعتقد أنهم يديرون كافة مراحل التهريب عبر ضفتي المضيق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى