احتجاجات طلبة الطب بالمغرب: الإفراج عن المعتقلين وتصعيد مستمر

أفادت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة بالرباط أنه تم الإفراج عن 15 طالبًا كانوا قد اعتُقلوا خلال اعتصام طلبة الطب ليلة الأربعاء الماضي بالعاصمة. جاء هذا التصريح لجريدة “العمق”، بعد يوم من تدخل أمني عنيف لفض الاعتصام، ما أسفر عن إصابات وإغماءات في صفوف الطلبة.

وصفت اللجنة الأحداث التي شهدتها ليلة الأربعاء بـ”الأربعاء الأسود”، مشيرة إلى أن الحكومة تتحمل المسؤولية الكاملة عمّا حدث. وأكدت اللجنة أن هذا التصعيد يعكس استمرار القمع والتضييق على الطلبة، داعية جميع طلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة وأساتذتهم، وكافة العاملين في القطاع الصحي، للمشاركة في وقفات احتجاجية يوم الخميس 26 شتنبر للتنديد بالعنف الذي تعرض له “أطباء المستقبل”.

ودعت اللجنة الطلبة الجدد في السنة الأولى إلى الانضمام للاحتجاجات والخوض في إضراب عن الدراسة. كما طالبت طلبة السنة السابعة بمناقشة إمكانية مقاطعة جلسات التعيين. اللجنة شددت على أن الطلبة متمسكون بالسلمية في جميع تحركاتهم الاحتجاجية، وأن الدافع الأساسي وراء هذه الاحتجاجات هو الحفاظ على جودة التكوين الطبي العمومي وضمان مستقبل أفضل للقطاع الصحي في المغرب.

الاعتصام الأخير يأتي في إطار سلسلة من الاحتجاجات المستمرة منذ أشهر، حيث يقاطع طلبة الطب امتحاناتهم للشهر العاشر على التوالي. ومع مرور الوقت، تقترب كليات الطب من مواجهة “سنة بيضاء”، بينما تتبادل الحكومة والطلبة الاتهامات بشأن المسؤولية عن تفاقم الأزمة. الرأي العام بات قلقًا بشكل متزايد حول مستقبل جيل كامل من الأطباء.

في خطوة تصعيدية أخرى، أعلنت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة عن تنظيم شكل احتجاجي وطني غير مسبوق يوم 15 أكتوبر المقبل بالرباط. وجاء هذا القرار بعد أن رفض أكثر من 75% من الطلبة العرض الحكومي بشأن تسوية ملفهم المطلبي. اللجنة وصفت العرض الحكومي بأنه “غير كافٍ”، وأشارت إلى أنه لا يلبي تطلعات الطلبة الذين يعانون من نقص في التجهيزات وضعف التعويضات خلال فترات التدريب.