سياسة

بوريطة: المغرب يدعم استقرار ليبيا بعيدًا عن التدخلات الخارجية

قال ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية المغربي، إن المملكة المغربية تدعم استقرار ووحدة ليبيا بعيدًا عن التدخلات الخارجية. وفي كلمة له خلال الاجتماع التشاوري بين مجلس النواب الليبي والمجلس الأعلى للدولة، الذي عُقد في مدينة بوزنيقة المغربية، أكد بوريطة أن حل الأزمة الليبية يجب أن يكون محليًا، من خلال حوار ليبي-ليبي، دون التأثر بالتدخلات أو الضغوط الخارجية.

المغرب وحل الأزمة الليبية

أكد ناصر بوريطة أن موقف المغرب من الأزمة الليبية ثابت ولا يتغير مع تطور الأحداث. وأوضح أن المملكة تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس تدعم وحدة ليبيا واستقرارها، لأن استقرار ليبيا يُعد امتدادًا لاستقرار المغرب نفسه. كما شدد على أن حل الأزمة الليبية يجب أن يتم في إطار حوار شامل بين الليبيين، مع احترام إرادة الشعب الليبي.

وأضاف بوريطة أن كثرة المؤتمرات الدولية والإقليمية حول ليبيا لا يمكن أن تحل محل الحوار الداخلي بين الفرقاء الليبيين. وأشار إلى أن المغرب يعمل على توفير مناخ مناسب لهذا الحوار، الذي من خلاله يمكن تحقيق التقدم في المسار السياسي لليبيا.

بوزنيقة: منصة للحوار بين الليبيين

استضافت مدينة بوزنيقة المغربية، في 18 ديسمبر 2024، اجتماعًا تشاوريًا بين مجلس النواب الليبي والمجلس الأعلى للدولة، وهو ما يُعد بمثابة إشارة قوية على الثقة بين الشعبين المغربي والليبي. بوريطة أشار إلى أن احتضان المغرب لهذا اللقاء يبرز دعمه المستمر للجهود الليبية في إيجاد حلول للأزمة، ويعكس المقاربة المغربية التي ترفض التدخل في الشأن الليبي وتؤكد على احترام المؤسسات الليبية الشرعية.

اتفاق الصخيرات: مرجع أساسي للمفاوضات

كما أشار بوريطة إلى أن “اتفاق الصخيرات”، الذي وقع في المغرب قبل تسع سنوات، لا يزال يُعتبر مرجعًا سياسيًا مهمًا لجميع الأطراف الليبية والمجتمع الدولي في التعامل مع الأزمة. هذا الاتفاق كان له دور في تثبيت نوع من الاستقرار في ليبيا، وقدم إطارًا للتفاوض والتواصل بين المؤسسات الليبية. ويُعد اليوم أكثر من أي وقت مضى، بحاجة إلى تجديد الزخم من خلال دعم حكومة وحدة وطنية تعمل على تحضير انتخابات ديمقراطية وتلبية تطلعات الليبيين في التنمية والعدالة الاجتماعية.

التحديات الإقليمية والدولية

وأوضح بوريطة أن المنطقة العربية تشهد تحولات معقدة، وسط تدخلات خارجية تؤثر على القضايا الداخلية للدول العربية. وقال: “هذه التدخلات تُسمم التحولات العربية وتزيد من تعقيد الأوضاع في بعض الدول، ومنها ليبيا”. وأضاف أن ليبيا بحاجة ماسة إلى حكومة وحدة وطنية قادرة على مواجهة هذه التحديات وتلبية احتياجات شعبها، مضيفًا أن المجتمع الدولي بحاجة أيضًا إلى حكومة موحدة في ليبيا لتحقيق استقرار مستدام في البلاد.

يشدد المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، على دعم الاستقرار والوحدة في ليبيا بعيدًا عن التدخلات الأجنبية. كما أن المملكة تبقى ملتزمة بمساعدة الليبيين على إيجاد حل سياسي من خلال حوار داخلي وشامل، مع التأكيد على أن “اتفاق الصخيرات” لا يزال يشكل الإطار الأمثل لمواصلة التفاوض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى