المغرب يسجل 40 ألف حالة سرطان سنويًا ويسعى لخفض الوفيات بنسبة 25%

كشفت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة أن السرطان يُعد ثاني أكبر سبب للوفاة في المغرب بنسبة 13.4%، بعد أمراض القلب والشرايين، حيث يُسجل حوالي 40 ألف حالة جديدة سنويًا، بمعدل 137.3 حالة لكل 100 ألف نسمة.
وتطرقت الشبكة في تقريرها إلى تطور جهود مكافحة السرطان في المغرب منذ عام 2005، بفضل الشراكة بين مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية. حيث تهدف هذه الشراكة إلى تعزيز الوقاية والكشف المبكر وتحسين الرعاية الصحية لمرضى السرطان.
وفي تقرير لها بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السرطان، الذي يصادف 4 فبراير من كل عام تحت شعار “متحدون لمواجهة التحدي”، أكدت الشبكة أن سرطان الثدي يحتل المرتبة الأولى بين النساء بنسبة 36%، يليه سرطان عنق الرحم بنسبة 11%. أما لدى الرجال، فإن سرطان الرئة يأتي في المقدمة بنسبة 22%، يليه سرطان البروستاتا بنسبة 12.6%.
تُعد مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان أحد الركائز الأساسية في مكافحة السرطان بالمغرب، حيث قامت بتوجيه استثمارات ضخمة للقطاع العام تشمل بناء وتجهيز مراكز جديدة، وتوفير 200 مليون درهم سنويًا لشراء الأدوية المضادة للسرطان. كما تقدم الرعاية لـ 25 ألف مريض جديد سنويًا، مما يجعلها مسؤولة عن 50% من إجمالي المرضى في المغرب.
وقد لعبت المؤسسة دورًا محوريًا في تحسين سبل العلاج عبر توفير تقنيات حديثة، مثل الذكاء الاصطناعي والجراحة بالمنظار، والعلاج الإشعاعي عالي الطاقة. كما قامت بتوسيع خبراتها إلى دول إفريقية، مما ساهم في تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية في تلك الدول.
وأكدت الشبكة أن المؤسسة أنشأت مراكز جهوية لعلاج السرطان في مختلف مناطق المملكة، بالإضافة إلى مراكز متخصصة في أورام النساء والأطفال. كما استثمرت في شراء 18 مسرعًا خطيًا لتحسين العلاج الإشعاعي، وأقامت 39 مركزًا للكشف والتشخيص، إلى جانب تركيب 10 وحدات متنقلة للتصوير الإشعاعي للوصول إلى المناطق الريفية.
أولت مؤسسة للا سلمى أهمية كبيرة للوقاية من السرطان، حيث نفذت برامج للكشف المبكر، خاصة لسرطان الثدي وعنق الرحم، وركزت على مكافحة التدخين في المدارس والمراكز المهنية. كما تم استهداف 1.5 مليون تلميذ و500 ألف موظف في إطار برامج الوقاية.
ومن جهة أخرى، تسعى المؤسسة إلى تحسين الرعاية التلطيفية من خلال إنشاء وحدات للرعاية في المراكز الجهوية وتقديم الدعم النفسي والطبي للمرضى في المراحل المتقدمة. كما قامت ببناء “بيوت الحياة” لتسهيل وصول المرضى إلى العلاج وتوفير الرعاية المنزلية.
رغم هذه الإنجازات، أكدت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة أن هناك تحديات كبيرة تتطلب تعاونًا أوسع بين الأفراد والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية والمجتمع المدني. وأوصت الشبكة بتعزيز الوعي المجتمعي حول أهمية الكشف المبكر والوقاية من السرطان، مع ضمان وصول العلاج لجميع الفئات الاجتماعية، وخاصة الفقراء وذوي الدخل المحدود.
كما شددت الشبكة على ضرورة تعزيز البحث العلمي وتحسين استراتيجيات الوقاية والعلاج، ودعم التعاون الدولي لتبادل الخبرات. واعتبرت أن اليوم العالمي لمكافحة السرطان يمثل فرصة لتذكير الجميع بأهمية تضافر الجهود لمواجهة هذا التحدي الصحي العالمي.
وأشارت الشبكة إلى أن الحلول ممكنة إذا توفرت الإرادة السياسية والاجتماعية، داعية إلى تبني أسلوب حياة صحي، والحد من العوامل المسببة للسرطان مثل التدخين والإفراط في استهلاك الكحول. كما شددت على أهمية الكشف المبكر وتوفير خدمات الفحص بشكل ميسر للجميع.
وأكدت الشبكة المغربية على أهمية الاستثمار في تعزيز الجهود لتحقيق أهداف خفض الوفيات الناجمة عن السرطان بنسبة 25% بحلول عام 2025، مع تحسين جودة حياة المرضى وأسرهم وتحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030.