مشروع جديد في المغرب: إنشاء أكبر مركز صناعي لصيانة القطارات

يواصل المغرب تطوير بنيته التحتية في قطاع السكك الحديدية، من خلال مشروع جديد يهدف إلى إنشاء أكبر مركز صناعي لصيانة القطارات بمدينة زناتة بالمحمدية. يمتد المركز على مساحة 29 هكتارًا، وسيكون قادرًا على تلبية 85% من احتياجات الصيانة الصناعية للقطارات، مما يجعله عنصرًا أساسيًا في تحسين أداء الشبكة السككية الوطنية.
خصص المغرب ميزانية قدرها 1.1 مليار درهم (100 مليون يورو) لتمويل هذا المشروع الضخم، بدعم من الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD)، إلى جانب 605 ملايين درهم مخصصة للدراسات التقنية والتصميم ومتابعة التنفيذ. يهدف المشروع إلى تحسين إدارة سلسلة التوريد، وتقليل الأعطال، ورفع كفاءة الصيانة، مما يعزز من تنافسية القطاع السككي ويجذب الاستثمارات الأجنبية.
يأتي هذا المشروع ليواكب تطور قطاع السكك الحديدية في المغرب، والذي شهد نقلة نوعية مع إطلاق قطار البراق، أول قطار فائق السرعة في إفريقيا. يربط هذا القطار مدينتي طنجة والدار البيضاء، وقد ساهم بشكل كبير في تقليص مدة السفر بين المدينتين إلى ساعتين فقط، ما عزز من جاذبية النقل السككي كخيار سريع وفعال.
تطوير مركز صيانة القطارات الجديد سيساهم في دعم تشغيل البراق وضمان استدامة خدماته بجودة عالية، إلى جانب تعزيز مشاريع التوسعة المستقبلية لشبكة القطارات فائقة السرعة بالمغرب.
يأتي الاستثمار في هذا المركز ضمن استراتيجية المغرب 2040، التي تسعى إلى توسيع وتحديث شبكة القطارات وفقًا لأعلى المعايير الدولية. تهدف هذه الخطة إلى تسهيل التنقل بين المدن، دعم التنمية الاقتصادية، وتحسين الاستدامة البيئية من خلال اعتماد تقنيات حديثة في النقل السككي.
بفضل هذه المشاريع، يرسخ المغرب مكانته كأحد الرواد في قطاع السكك الحديدية بإفريقيا، ويعزز موقعه كمركز استراتيجي يربط بين أوروبا وإفريقيا عبر بنية تحتية متطورة تواكب تطورات العصر.