سياسة

دعم إسبانيا لمغربية الصحراء: خطوة استراتيجية تكشف الوجه الحقيقي للعرقلة الجزائرية

أكد الخبير في العلاقات الدولية، أحمد نورالدين، أن الدعم الإسباني المتواصل لمغربية الصحراء يعكس عدة جوانب مهمة. أولاً، يجسد “منظار” الملك محمد السادس، الذي يرفض المواقف الرمادية في العلاقات الدولية. إسبانيا، ودول أخرى، فهمت هذه الرسالة.

يوم الخميس الماضي، جددت إسبانيا دعمها لمبادرة الحكم الذاتي، معتبرةً إياها “الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية” لحل النزاع حول الصحراء المغربية. تزامن ذلك مع إحاطة دي ميستورا أمام مجلس الأمن.

ثانياً، يوضح نورالدين، في تصريح لـ”تراند نيوز”، أن إسبانيا ملتزمة بالإعلان المشترك الصادر عن القصر الملكي في 7 أبريل 2022، خلال زيارة بيدرو سانشيز للمغرب. هذا الإعلان وضع أسس شراكة استراتيجية جديدة، أبرزها المراجعة الصريحة للموقف الإسباني من قضية الصحراء.

الدبلوماسية المغربية، بقيادة الملك، دفعت بقوة بقضية الصحراء على المستوى الدولي. هذا جعل إسبانيا جزءاً من تحالف دولي متزايد الاتساع. مدريد أصبحت من بين 22 دولة أوروبية تدعم المقترح المغربي للحكم الذاتي، بالإضافة إلى الموقف الأمريكي الواضح.

بعد خمسة عقود من النزاع، يدرك العالم أن المغرب يقدم حلولاً واقعية، بينما تعمل أطراف أخرى على إفشال المبادرات. الجزائر، حسب نورالدين، تحاول ابتزاز إسبانيا وفرنسا لتغيير موقفهما.

هذا السلوك أفقد الجزائر المصداقية في نظر المجتمع الدولي، لأنها لا تسعى إلى الحل بل إلى التعطيل. الولايات المتحدة تتبنى لهجة أكثر صرامة، ومنحت الجزائر مهلة لتوضيح موقفها من العراقيل.

الموقف الأمريكي، الذي يدعم سيادة المغرب ويعتبر المقترح المغربي هو الحل الوحيد، دفع العديد من الدول، خاصة الغربية، إلى الاصطفاف خلف هذا التوجه.

ويرى نورالدين أن ترجمة الاعتراف الأمريكي والفرنسي بمغربية الصحراء تتطلب إنهاء مهام المينورسو، لأنها وجدت لتنظيم الاستفتاء، الذي أصبح لاغياً. كما أن اعتبار الحكم الذاتي حلاً وحيداً يقتضي “تنظيف” القرار الأممي المقبل من الفقرة التي تقرن المقترح المغربي بالمقترح الجزائري.

الحل الوحيد يتطلب أيضاً تفكيك ميليشيات البوليساريو، وتفكيك مخيمات تندوف، وعودة سكانها إلى أرض الوطن، وترحيل غير المغاربة إلى موطنهم الأصلي.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى