
أعلنت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة عن استراتيجية جديدة لمواجهة العنف في المدارس. تأتي هذه الخطة استجابة لسؤال كتابي من البرلمانية لبني الصغيري. تهدف الاستراتيجية إلى تعزيز الأمن والسلامة في الفضاء المدرسي، وذلك تماشياً مع أهداف خارطة الطريق 2022-2026.
تشمل الخطة إجراءات تربوية، إدارية، قانونية وأمنية. أبرز هذه الإجراءات الأمنية شراكة مع المديرية العامة للأمن الوطني منذ شتنبر 2024. يهدف هذا التعاون إلى تعزيز التنسيق لمواجهة مختلف الظواهر المشينة. تم تكليف ولاة الأمن ورؤساء الأمن بالإشراف على محاربة السلوكيات المنحرفة في المؤسسات التعليمية التي تشهد تزايداً في العنف.
تشمل الخطة الأمنية محاربة التحرش والأفعال الإجرامية داخل وخارج المؤسسات. سيتم تجهيز المدارس تدريجياً بـ كاميرات مراقبة. كما سيتم تعزيز خلايا الإنصات والوساطة لمساعدة الضحايا بالتعاون مع النيابة العامة.
على الصعيد التربوي، تواصل الوزارة جهودها لتفعيل الأندية التربوية. تهدف هذه الأندية إلى ترسيخ قيم الديمقراطية والمواطنة وحقوق الإنسان. كما سيتم تكثيف الحملات التوعوية للوقاية من العنف، مع تفعيل البرامج الوقائية والعلاجية. سيتم تشجيع الأنشطة الترفيهية والرياضية لمساعدة التلاميذ على التعبير عن أنفسهم بشكل إيجابي.
إدارياً، تعمل الوزارة على تطوير آليات الرصد والتتبع من خلال إنشاء خلايا الإنصات واليقظة في المدارس. سيتم التكفل بالحالات المسجلة وتوجيهها للمصالح المختصة. يجب على الأطر التربوية والإدارية التبليغ الفوري عن أي سلوك منحرف. ستتعامل المديريات الإقليمية والأكاديميات الجهوية بحزم مع الحالات المبلغ عنها.
فيما يتعلق بـ العنف الرقمي، اتخذت الوزارة إجراءات لمواجهة الاستخدام غير المنضبط للهواتف الذكية في المدارس. تستند هذه الإجراءات إلى مذكرة وزارية تمنع استخدام الهواتف النقالة داخل الفصول إلا في الحالات التي تخدم أهدافاً تربوية. كما يلزم “ميثاق التلميذ” بعدم استعمال الهواتف والأجهزة الإلكترونية، وعدم التقاط الصور أو تسجيل المواد المرئية والمسموعة دون موافقة أصحابها.
أكدت الوزارة على أن مواجهة العنف في المدارس تتطلب تنسيقاً ويقظة من الأسر والقطاعات الحكومية والمجتمع المدني ووسائل الإعلام. يجب تمكين المدرسة المغربية من القيام بدورها في تكوين أجيال متشبعة بقيم التسامح والانفتاح. وتدعو الوزارة إلى تضافر الجهود لمكافحة هذه الظاهرة. وتأمل الوزارة في رؤية تأثير إيجابي لهذه الإجراءات على المدى القريب. وتهدف الوزارة إلى خلق بيئة مدرسية آمنة ومحفزة للطلاب.