الأمن الوطني المغربي يعزز الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات الأمنية

أكد مسؤولون في الأمن الوطني المغربي على أهمية الذكاء الاصطناعي في مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة. جاء ذلك خلال ندوة نظمت في إطار فعاليات الدورة السادسة لأيام الأبواب المفتوحة للأمن الوطني بالجديدة.
سليم العلمي، المراقب العام بالمديرية العامة للأمن الوطني، أوضح أن الذكاء الاصطناعي أصبح “مساعدا قويا” للمصالح الأمنية. وأشار إلى استخدامه في مجالات الاستعلامات، والأبحاث القضائية، والتحقيقات التقنية والعلمية، وتدبير الفضاءات العمومية.
تعتمد المديرية العامة للأمن الوطني على منصات للذكاء الاصطناعي في مجالات مختلفة. يشمل ذلك التعريف البيومتري (التعرف على الوجه وبصمة الأصبع) وتحسين اتخاذ القرار من خلال أنظمة تجمع البيانات وترسم الخرائط الأمنية.
كما استعرض العلمي آلية التعرف الذكي على الأشخاص في إطار عملية إصدار البطاقة الوطنية للتعريف الإلكترونية. تعتمد هذه الآلية على أدوات التعرف على الوجه لتأمين عملية التسجيل والتحقق من الهوية.
من جهته، سلط عبد الكريم الشافعي، الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالقنيطرة، الضوء على الممارسة القانونية في مجال زجر الاستعمال الإجرامي لتقنيات الذكاء الاصطناعي. وأكد أن الذكاء الاصطناعي أداة لا غنى عنها في مسار التحديث، لما يتيحه من إمكانيات تقنية هائلة.
شدد الشافعي على أهمية الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في مواجهة الجريمة، من خلال دعم أجهزة إنفاذ القانون وتحليل البيانات. وأشار إلى تفاقم اللجوء إلى الاستعمالات غير الأخلاقية لهذه التقنيات، مما يستوجب التعامل معها بحزم.
ودعا إلى وضع منظومة تشريعية وطنية متكاملة للذكاء الاصطناعي تستجيب للتحديات والانتظارات. كما دعا إلى تشجيع استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل أخلاقي وآمن، وتطوير التكنولوجيا لرصد الاستعمالات المنحرفة للذكاء الاصطناعي.
أمين المزواغي، المدير العام لوكالة التنمية الرقمية، أكد أن المغرب يمتلك استراتيجية واضحة في مجال استعمال الذكاء الاصطناعي. وأشار إلى أهميته في تطوير خدمات المرفق العمومي وتحسين الولوج إليه.
وفي حديثه عن تطبيقات الذكاء الاصطناعي المبتكرة، أشار المزواغي إلى البوابة الوطنية للمساطر والإجراءات الإدارية “إدارتي”. واعتبر أنها ساهمت في إرساء أسس علاقة جديدة بين الدولة والمواطنين في مجال الخدمات الإدارية.
إكرام الشاعري، الأستاذة والباحثة بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بابن جرير، تطرقت إلى الذكاء الاصطناعي في مجال التكوين والبحث والتنمية. وأكدت أنه بات اليوم يفرض نفسه كقوة تحويلية في كل القطاعات.
تتواصل فعاليات الدورة السادسة لأيام الأبواب المفتوحة للمديرية العامة للأمن الوطني بالجديدة إلى غاية 21 ماي. يهدف هذا الحدث إلى دعم انفتاح مؤسسة الأمن الوطني على محيطها الاجتماعي وإطلاع الجمهور على مهام الوحدات الأمنية.