نواكشوط: معاناة السكان تتفاقم بسبب نقص المياه

تعيش العاصمة الموريتانية نواكشوط هذه الأيام على وقع أزمة مياه حادة، تجسدت في انقطاعات متكررة وتراجع كبير في الإمدادات. يشتكي السكان من طوابير طويلة أمام الصنابير العمومية وارتفاع جنوني في أسعار المياه التي توفرها الصهاريج الخاصة، بينما الحلول الفورية تبدو غائبة. هذه “أزمة عطش” تزيد من معاناة السكان.
السبب الرئيسي في هذه الأزمة يعود إلى خلل كبير في شبكة التوزيع، بالإضافة إلى تراجع الإمدادات القادمة من مشروع آفطوط الساحلي، المصدر الأساسي للمياه في العاصمة. هذا بالإضافة إلى الضغط العمراني والسكاني المتزايد الذي تشهده المدينة.
ورغم إعلان الشركة الوطنية للماء عن قيامها بعمليات صيانة مكثفة وضخ تدريجي للمياه، إلا أن معاناة المواطنين لا تزال مستمرة في العديد من المناطق. وقد تحولت أزمة المياه إلى قضية سياسية ساخنة، حيث حملت قوى المعارضة الحكومة المسؤولية الكاملة عن “التدهور الشامل” في الخدمات الأساسية، مطالبة بفتح تحقيق فوري ومحاسبة المسؤولين وفتح حوار وطني شامل.
في المقابل، أكدت وزارة المياه أن محطة “بني نعجي” قد بدأت بالفعل في استئناف ضخ المياه، مشيدة بالجهود الكبيرة التي تبذلها الفرق الفنية. المواطنون في نواكشوط يترقبون بفارغ الصبر تحسنًا ملموسًا في الأيام القادمة. ويبقى السؤال المطروح: هل ستنجح الحلول الحكومية في إنهاء هذه الأزمة؟
وتجدر الإشارة إلى أن الوصول إلى الماء الصالح للشرب حق أساسي من حقوق الإنسان، وتوفيره مسؤولية تقع على عاتق الدولة.