اقتصاد

المغرب يغيب عن قائمة أفضل 100 شركة ناشئة أفريقية ممولة

كشف أحدث تصنيف لأفضل 100 شركة ناشئة في أفريقيا عن غياب ملحوظ للمغرب، مما يسلط الضوء على التحديات التي تواجه الشركات الناشئة المغربية في الحصول على التمويل والموارد الضرورية. وفقًا لـ Africa the Big Deal، وهي منصة متخصصة في تتبع استثمارات الشركات الناشئة الأفريقية، لم تتجاوز الشركات المغربية المشاركة في القائمة شركة أو شركتين منذ عام 2019. بالمقارنة، سجلت جنوب إفريقيا 23 شركة، ونيجيريا 22 شركة، في حين سجلت مصر وكينيا 17 شركة لكل منهما. حتى غانا، على الرغم من بنيتها التحتية المحدودة، تفوقت على المغرب بخمس شركات. دول مثل كوت ديفوار والسنغال ورواندا وتونس حققت حضورًا متنوعًا. يظهر هذا التصنيف أن الاستثمار في الشركات الناشئة المغربية لا يزال محدودًا، على الرغم من الطموحات الكبيرة في ظهور شركات “يونيكورن”.

يوسف حروشّي، خبير دعم الشركات الناشئة، يعتقد أن هذه الطموحات قد تكون سابقة لأوانها: “قبل الحديث عن اليونيكورن، يجب تأسيس الأسس والموارد والظروف المناسبة. الأهداف جيدة، ولكن يجب الواقعية”. ويشير حروشّي إلى غياب سوق متاح للشركات الناشئة، داعيًا إلى تمكينها من الوصول إلى المشتريات العمومية دون الحاجة إلى سجل حافل بالإنجازات. كما يؤكد على أن الدعم المالي متوفر، ولكن غياب آليات متكاملة للمرافقة يحد من تأثيره. بالإضافة إلى ذلك، هناك محدودية في البنية التحتية الحيوية مثل وحدات المعالجة الرسومية (GPU) لمشاريع الذكاء الاصطناعي، مما يعيق نمو بعض المشاريع الواعدة. 

يتصدر قطاع التكنولوجيا المالية (FinTech) قائمة التمويل بـ 42 شركة، مما يعكس التنوع البيئي بظهور مجالات مثل الطاقة واللوجستيك والزراعة الرقمية والصحة والتجزئة وإدارة النفايات والري. كما يبرز قطاع Climate Tech بـ 26 شركة تركز على الطاقة والزراعة والنقل الأخضر. يؤكد حروشّي أن المغرب لديه الإمكانيات لتعزيز موقعه في المستقبل، مشيرًا إلى الذكاء الاصطناعي كفرصة استراتيجية. ويعتبر أن حيوية الحاضنات والشباب الملتزم ووجود قيادات نسائية في قطاع التكنولوجيا تشكل أدوات قوية لتعزيز النظام البيئي، شريطة إزالة العوائق التنظيمية وهيكلة الوصول إلى رأس المال وبناء بيئة ثقة بين الشركات الناشئة والمؤسسات. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى