سطـــــل الحلويات بالحشيش ( الحلقة الآولى )

بدأت تفاصيل الواقعة حينما قامت عناصر الدرك الملكي لمركز بوكدرة بتوقيف شخص يدعى ( ع.س)، متحوزاً بكمية من مخدر الشيرا ومجموعة من حبوب الهلوسة، إذ ادعى أنها لا تخصه، بل إنه ضحية مكيدة مدبرة تهدف إلى الزج به في السجن ن ووجه الإتهامات مباشرة إلى رئيس هيئة حقوقية ومقاول معروف . و ان ما في الأمر أن إحدى السيدات تسمي نفسها (ك) راسلته عبر مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وادعت أنها معجبة بخطه التحريري كصحفي، فتطورت معرفته بها إلى أن أصبحت تطالبه بزيارتها إلى مدينة مراكش.
ولما أخبرها أنه سيلبي طلبها، ألحت عليه بأن يحضر لها من والدتها المتواجدة بآسفي علبة بلاستيكية بها حلوى، والتي بعدما تسلمها من إحدى السيدات، ذُهل لما أظهر له تفتيش عناصر الدرك أن بها مخدرات وحبوب الهلوسة.
وهو الأمر الذي جعل وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية يحيل نسخة من المحضر المنجز في ذلك على الفرقة الوطنية للأبحاث القضائية بالرباط، طالباً من عناصرها تعميق البحث بإنجاز جميع التحريات التقنية لتحديد هوية جميع المتورطين والمشاركين والمساهمين في واقعة حيازة ونقل المخدرات وترويجها، وللوقوف أيضاً على صحة ادعاء الحائز (ع. س )
وتنفيذاً للتعليمات المذكورة، عملت عناصر الفرقة الوطنية على طلب تشخيص للأرقام الهاتفية لكل من المدعوة (ك) ووالدتها المفترضة، وكذا الرقمين الهاتفيين المستخدمين من طرف المقاول ( س. م)، بالإضافة إلى أرقام أخرى تبين أن لها علاقة بموضوع القضية.
فتم التوصل إلى أن المسمّيين أعلاه تم رصدهما معاً لسبع مرات في نفس الأماكن ونفس المواقع، رغم كون رقم النداء الهاتفي الخاص بالمدعوة ” ك” أجرى مكالمة هاتفية محدودة من تاريخ 11 ماي 2018 إلى 6 نونبر 2018.
كما تم الوقوف على تواجد كل من رئيس الجمعية الحقوقية و أربعة اشخاص آخرين ، بنفس الأماكن وفي نفس الأزمنة؛ فتواجدوا معا في نفس الوقت بمراكش، وبمركز الصويرة القديمة، وبمنطقة برج الناظور بمحيط آسفي، وأيضاً بالمكان الذي تسلّم فيه ( ع.س) علبة الحلويات، وبمركز بوكدرة الذي ضُبط به المذكور أخيراً من طرف عناصر الدرك الملكي متحوزاً بالمخدرات.
وأمام هذه المستجدات، تم استدعاء المذكورين أعلاه وتمت مواجهتهم بالنتائج المتوصل إليها. فنفى المشتبه به و هو المقاول علاقته بموضوع القضية، وعزا سبب إقحام اسمه فيها إلى المنافسة غير الشريفة التي يتعرض لها بمدينة آسفي، وللعداوة التي يكنّها له الحائز ( ع. س) الذي سبق أن سجل شكاية في مواجهته بعدما اتهمه بضلوعه في تجارة المخدرات الدولية.
كما نفى معرفته بالمدعوة ” ك “، التي أفاد بأن وجود رقمي هاتفيهما معاً بنفس الأمكنة والأزمنة لا يعدو أن يكون محض صدفة، موضحاً أن تواجده في تلك الأمكنة إما بحكم سكنه في مركز الصويرية القديمة، أو بحكم عمله، أو لقضاء بعض أغراضه الشخصية، مؤكداً جهله لسبب وجود الرقم الهاتفي المستخدم من طرف المدعوة “ك” بنفس الأمكنة.
وبخصوص وجود هاتفه ورقم هاتفه بالقرب من مقر الأعمال الاجتماعية للتعليم، حيث تم تسلم ( ع . س) علبة الحلوى التي كانت بها المخدرات، وبمركز بوكدرة الذي تم فيه توقيفه من طرف عناصر الدرك الملكي، أكد أن ذلك من قبيل الصدفة ولا علاقة له بموضوع القضية.
أما بخصوص إجرائه لثلاث مكالمات هاتفية مع قائد سرية آسفي قبيل توقيف ( ع.س)، فأفاد أنه لم يعد يتذكر فحوى تلك الاتصالات، مرجحاً أن تكون مرتبطة بالمشاكل التي تعرفها مقالع الرمال بمركز الصويرة القديمة. وأكد علاقته بالمشتبه فيهما الإثنين الآخرين فالاول مستخدم في شركته ، ، والثاني رئيس الجمعية الحقوقية صديق له، معزياً وجوده معهما بنفس الأمكنة والأزمنة إلى الصدفة.
( يتــــــبع )