تقارير

تقرير: 2024 العام الأكثر حرارة على الإطلاق في المغرب

كشف تقرير حالة المناخ في المنطقة العربية لعام 2024، الصادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بالشراكة مع “الإسكوا” وجامعة الدول العربية، أن المغرب عاش هذا العام أعلى مستوى حرارة في تاريخه، في سياق موجة احترار إقليمي تتسارع بوتيرة تفوق المعدل العالمي بنحو الضعف.

وحسب التقرير الذي اطّلعت عليه صوت المغرب، فقد تجاوز متوسط درجات الحرارة في المنطقة خلال سنة 2024 المعدلات المسجّلة في الفترة المرجعية 1991–2020 بحوالي 1.08 درجة مئوية، فيما تخطت عدة دول عربية، من بينها المغرب، حاجز 50 درجة مئوية خلال ذروة الصيف.

وأوضحت الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، سيليستي ساولو، أن الارتفاع المتواصل في درجات الحرارة “يُرهق المجتمعات” ويضع الأنظمة الصحية والاقتصادية والبنية التحتية تحت ضغط كبير، معتبرة موجات الحر الشديدة امتداداً لاتجاه مناخي طويل الأمد.

ويُعد المغرب من أكثر دول المنطقة تضرراً من الجفاف خلال 2024، بعد ستة مواسم متتالية من نقص التساقطات، ما أدى إلى تدهور حاد في الموارد المائية وتراجع كبير في الإنتاج الفلاحي. وأبرز التقرير أن غرب شمال إفريقيا، خاصة المغرب والجزائر وتونس، شهد انهياراً في هطول الأمطار مقابل موجات حر طويلة وحرارة قياسية انعكست سلباً على السدود والمياه الجوفية، التي وصلت في بعض المناطق إلى مستويات تاريخية متدنية، منها سد المسيرة الذي بلغ مستوى حرجاً.

وأشار التقرير إلى أن الظواهر المناخية المتطرفة لسنة 2024 أثّرت على 3.8 ملايين شخص عبر المنطقة العربية وتسببت في أكثر من 300 وفاة، أغلبها نتيجة الحر القاسي والفيضانات المفاجئة. ورغم عدم تسجيل المغرب لفيضانات كبيرة هذا العام، فإن موجات الحرارة والجفاف كانت كافية لإحداث تأثيرات واسعة على المناطق القروية المعتمدة على الفلاحة وتربية المواشي.

وتحذّر “الإسكوا” من أن متوسط الحرارة في المنطقة قد يرتفع إلى 5 درجات مئوية بحلول نهاية القرن إذا استمرت الانبعاثات على المسار الحالي، وهو ما يهدد المدن الساحلية المغربية ويفاقم المخاطر المرتبطة بالأمن المائي والغذائي.

كما سجّلت غلة القمح في دول المغرب العربي تراجعاً كبيراً عن المعدلات المعتادة، فيما دفعت موجات الجفاف في العراق عدداً كبيراً من الأسر الزراعية إلى تقليص المساحات المزروعة أو تخفيض استعمال مياه الري خلال موسم 2024.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى