تقارير

التعليم الأولي بالمغرب: 4946 وحدة غير مهيكلة رغم تحسن نسب التمدرس

شهد التعليم الأولي بالمغرب تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، وفق تقرير رسمي قُدّم بالرباط في فبراير 2025. ويأتي هذا التقييم ضمن عمل الهيئة الوطنية للتقييم التابعة للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، بشراكة مع منظمة اليونيسيف.

قال مدير الهيئة الوطنية للتقييم لدى المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، هشام آيت منصور، أمس الخميس بالرباط، إن نسب الولوج إلى التعليم الأولي بالمغرب بين سنتي 2015 و2025 عرفت تحسنًا ملحوظًا. وأوضح أن معدل تمدرس الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و5 سنوات انتقل من 50.2 في المائة سنة 2015 إلى 70.4 في المائة سنة 2025.

ويرتبط هذا التحسن بتنزيل برنامج تطوير وتعميم التعليم الأولي الممتد من 2018 إلى 2028. وقد ساهم البرنامج في توسيع العرض العمومي وتحسين الولوج، خاصة في المناطق القروية.

وسجل التعليم الأولي بالمغرب قفزة مهمة في الوسط القروي، حيث ارتفعت نسبة الولوج من 36.3 في المائة إلى 75.6 في المائة، متجاوزة لأول مرة النسبة المسجلة في الوسط الحضري.

وخلال الفترة ما بين الموسم الدراسي 2018-2019 و2024-2025، ارتفع عدد وحدات التعليم الأولي العمومي من 6185 إلى 23 ألفًا و182 وحدة. في المقابل، تراجع عدد الوحدات غير المهيكلة بشكل واضح، حيث انخفض من 18 ألفًا و882 وحدة إلى 4946 وحدة فقط.

وأشار التقرير إلى أن الميزانية المخصصة لـ التعليم الأولي بالمغرب عرفت ارتفاعًا كبيرًا. فقد انتقلت من 1.13 مليار درهم سنة 2019 إلى حوالي 3 مليارات درهم سنة 2025، مع تحول تدريجي في بنية الإنفاق من الاستثمار إلى التسيير.

ورغم هذا التقدم، لا تزال عدة تحديات مطروحة. من أبرزها استمرار الفوارق المجالية والاجتماعية في الولوج وجودة التعلمات، إضافة إلى ضعف بعض البنيات التحتية والمرافق الصحية داخل عدد من الوحدات.

كما سجل التقييم محدودية الممارسات التربوية التفاعلية داخل الأقسام، وصعوبات في إدماج الأطفال في وضعية إعاقة. وأبرز أيضًا تفاوت شروط العمل والتأطير المهني للمربيات والمربين، خاصة في التعليم العمومي وغير المهيكل، مما يؤثر على الاستقرار المهني وجودة الأداء البيداغوجي.

وشملت الدراسة 180 وحدة للتعليم الأولي بمختلف أنماطها، و871 طفلًا، و180 مربية ومربيًا، إضافة إلى مسؤولي المؤسسات وأولياء الأمور. واعتمد التقييم على جلسات ملاحظة صفية لرصد الممارسات التربوية داخل الأقسام.

ودعا المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي إلى جعل الجودة أولوية في التعليم الأولي بالمغرب، مع تعزيز الحكامة، وتوحيد معايير التكوين، وتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية للعاملين في هذا القطاع الحيوي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى