المغرب ضمن كبار مستوردي الحبوب بسبب الجفاف وزيادة الطلب على الأعلاف
أكد تقرير حديث صادر عن وزارة الزراعة الأمريكية (USDA) أن المغرب يعد من كبار مستوردي الحبوب في العالم، نتيجة تزايد الاستهلاك المستمر، والحاجة المتزايدة لقطاع الثروة الحيوانية، إلى جانب تأثير السياسات الفلاحية المتبعة خلال السنوات الأخيرة.
يتوقع التقرير أن يستورد المغرب نحو 10,5 ملايين طن من القمح خلال الفترة 2025-2026، بينما قد تصل واردات شمال إفريقيا إلى 27-32 مليون طن من القمح. كما قد تبلغ واردات المنطقة من الذرة 20,2 مليون طن.
أما الشعير، الضروري لتغذية القطيع، فقد قدّر التقرير واردات المغرب منه بنحو 700 ألف طن خلال نفس الفترة. في المقابل، تشير التوقعات إلى انخفاض واردات الأرز إلى 2,7 مليون طن مقارنة بحوالي 4 ملايين طن في المواسم السابقة.
الخبير في الموارد المائية، محمد بازة، أوضح أن تراجع إنتاج الحبوب بالمغرب لا يعود فقط إلى الجفاف، بل إلى تقليص المساحات المزروعة بالحبوب في إطار مخطط المغرب الأخضر (الجيل الأخضر).
وأشار إلى أن 1,7 مليون هكتار من الأراضي البورية تم تحويلها إلى محاصيل ذات قيمة مضافة أعلى مثل التفاح والخوخ والزيتون، ما أثر على الطاقة الإنتاجية الوطنية. وأعطى مثالاً بسهل سايس الذي لم يتأثر بالجفاف، وكان من أفضل مناطق إنتاج القمح قبل التحويل.
وأشار بازة إلى أن الأراضي البورية تمثل أكثر من 80٪ من الأراضي الفلاحية لكنها ظلت مهمشة مقارنة بالفلاحة المسقية، رغم أهميتها للأمن الغذائي.
وأضاف أن التحول من الحبوب إلى الأشجار المسقية أدى إلى زيادة الضغط على المياه الجوفية ورفع التحديات المتعلقة بالإنتاج النباتي والحيواني، مما عمّق ندرة المياه ورفع الاعتماد على الواردات.
وأضاف الخبير أن الجفاف المتتالي، باستثناء الشمال الغربي، قلص الإنتاج البوري وأضر بالمحاصيل العلفية، ما زاد اعتماد المربين على الشعير والذرة المستوردة لتلبية احتياجات قطاعي الدواجن والماشية. كما أن الاستهلاك المرتفع للقمح في المغرب ساهم في زيادة حجم الواردات وضغط السوق المحلية.
أوضح بازة أن المغرب لا يمكنه تحقيق اكتفاء ذاتي كامل من الغذاء بسبب ندرة المياه وقلة الأراضي الصالحة مقارنة بعدد السكان. كما أشار إلى أن التمدد العمراني زاد من الضغط على الموارد المائية خلال العقود الأخيرة.
وأكد أن الاستيراد لم يعد خياراً مؤقتاً، بل ضرورة استراتيجية، داعياً إلى إعادة الاعتبار للأراضي البورية وتخزين الحبوب استراتيجياً لمواجهة تقلبات الأسواق العالمية.







