بركان إتنا يستيقظ مجددًا: حمم مشتعلة بين ثلوج صقلية

ثوران جديد لبركان إتنا وسط الثلوج
عاد بركان إتنا إلى النشاط صباح الثلاثاء الماضي، حيث أطلق حممه النارية وسط أكوام الثلج التي تغطي مرتفعات جزيرة صقلية الإيطالية. ويأتي هذا الثوران في إطار دورة بركانية جديدة بدأت منذ السادس من فبراير. ويُعرف إتنا بكونه واحدًا من أكثر البراكين نشاطًا في أوروبا، إذ شهد آخر ثوران له قبل حوالي ثلاثة أشهر، في ديسمبر الماضي.
ويخضع البركان لمراقبة دقيقة من قبل مرصد إتنا التابع للمعهد الوطني الإيطالي للجيوفيزياء والبراكين، حيث صنّف الخبراء الثوران الحالي على أنه ناتج عن شقوق ثانوية في القشرة الأرضية، بدلًا من الفوهات الرئيسة المعتادة.
هل يشكل ثوران إتنا خطرًا؟
وفقًا للمصادر المحلية، يظل تدفق الحمم البركانية محدودًا، إذ يمتد لبضعة مئات من الأمتار فقط، دون أن يؤثر على المناطق السكنية. ولم تُسجّل أي تغيرات ملحوظة في المعايير الزلزالية والجيوفيزيائية، ما يعني أن الثوران الحالي لا يشكل تهديدًا وشيكًا. ومع ذلك، تواصل السلطات الإيطالية مراقبة الوضع لضمان سلامة السكان.
الأهمية الجيولوجية والتاريخية لبركان إتنا
إتنا: البركان النشط الأعلى في أوروبا
يُعتبر بركان إتنا الأعلى في أوروبا بارتفاع يبلغ حوالي 3330 مترًا، كما أنه يحمل أطول سجل موثق للثورانات البركانية، حيث تعود أولى التوثيقات إلى عام 425 قبل الميلاد.
يقع البركان في جزيرة صقلية، ويمتد على مساحة 1200 كيلومتر مربع، مما يجعله الأكبر بين البراكين النشطة في إيطاليا. ورغم ثورانه المتكرر، فإن نشاطه البركاني يسهم في تشكيل الطابع الجيولوجي والثقافي الفريد للمنطقة.
تأثير إتنا على الاقتصاد المحلي والسياحة
إلى جانب أهميته الجيولوجية، يلعب بركان إتنا دورًا محوريًا في دعم الزراعة بفضل التربة البركانية الخصبة، حيث تنتشر مزارع الكروم والبساتين على منحدراته السفلى وفي سهل كاتانيا جنوبًا.
كما يجذب النشاط البركاني المستمر آلاف السياح سنويًا، حيث يوفر تجربة فريدة لعشاق المغامرات والاستكشاف. وبسبب قيمته الطبيعية والثقافية، أعلنت اليونسكو جبل إتنا موقعًا للتراث العالمي منذ عام 2013.
النشاط البركاني لإتنا: ماذا يمكن أن نتوقع؟
رغم أن البركان شهد فترة من الهدوء النسبي بعد ثورانه الكبير في ديسمبر 2023، إلا أن الصيف الماضي عرف سلسلة من الانفجارات البركانية المتعاقبة. ويتابع العلماء حاليًا الأنماط المتغيرة للنشاط البركاني، بما في ذلك انبعاثات الرماد والانفجارات الصغيرة المعروفة بـ “الانفجارات السترمبوليانية”.
هل يمكن التنبؤ بثوران إتنا القادم؟
تظل التوقعات الدقيقة صعبة بسبب الطبيعة غير المتوقعة للبركان، إلا أن المراقبة المستمرة تساعد على تقييم المخاطر المحتملة واتخاذ التدابير الاحترازية اللازمة.