سياسة

المغرب يدعم وحدة سوريا في لقاء دبلوماسي تاريخي

شهدت العلاقات المغربية السورية تطورًا بارزًا مع أول لقاء رسمي بين ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ونظيره السوري أسعد حسن الشيباني. اللقاء، الذي انعقد يوم الخميس الماضي في مكة المكرمة، جاء ضمن اجتماعات دبلوماسية موسعة ضمت دولًا عربية، من بينها مصر والأردن، بهدف تعزيز التعاون الإقليمي.

أكد المغرب، خلال المباحثات، دعمه الثابت لوحدة سوريا وسيادتها الترابية. وشدد بوريطة على انسجام هذا الموقف مع رؤية الملك محمد السادس، الذي عبّر في برقية تهنئة بعثها في فبراير الماضي إلى الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع عن مساندة المملكة لكل ما يخدم مصالح الشعب السوري.

يأتي هذا التقارب بعد التغيرات السياسية التي شهدتها سوريا عقب سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024. ويرى محللون أن هذا اللقاء يمثل نقطة تحول في العلاقات بين البلدين، حيث يسعى المغرب إلى لعب دور إيجابي في إعادة استقرار سوريا وتعزيز العلاقات العربية المشتركة.

يصف الباحث في الشؤون الإستراتيجية، هشام معتضد، هذا الاجتماع بأنه خطوة دبلوماسية استراتيجية، تعكس مبدأ السيادة الوطنية الذي يتمسك به المغرب في سياسته الخارجية. وأضاف أن المغرب يواصل نهجه في دعم الدول الشقيقة دون التدخل في شؤونها الداخلية، بل من خلال تقديم الدعم لتحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي.

من جانبه، يرى إدريس لكريني، أستاذ العلاقات الدولية، أن موقف المغرب الداعم لوحدة سوريا ليس جديدًا، بل هو امتداد لثوابت السياسة الخارجية المغربية، التي تؤكد على احترام سيادة الدول وتعزيز التعاون العربي. وأكد أن المغرب يسعى إلى المساهمة في تحقيق استقرار سوريا في مواجهة التدخلات الخارجية.

يُتوقع أن يلعب المغرب دورًا مهمًا في إعادة إدماج سوريا داخل محيطها العربي، خاصة في ظل التغيرات الإقليمية والمصالحات الخليجية. ويشير المراقبون إلى أن الدبلوماسية المغربية، التي تعتمد على الحوار والانفتاح، قد تساهم في تقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف الفاعلة.

تؤكد المباحثات المغربية السورية على رؤية المغرب القائمة على الحوار والتعاون، مما قد يمهد الطريق لتعزيز العلاقات الثنائية في المستقبل. كما يعكس هذا اللقاء رغبة مشتركة في فتح صفحة جديدة مبنية على المصالح المشتركة والاستقرار الإقليمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى