الاتحاد الأوروبي يعزز شراكته الفلاحية مع المغرب لمواجهة تحديات المناخ

أكد مسؤول أوروبي رفيع المستوى أن الاتحاد الأوروبي يولي أهمية كبيرة لشراكته مع المغرب في المجال الفلاحي. هذه الشراكة تهدف إلى مواجهة التحديات المتزايدة التي تفرضها التغيرات المناخية و ندرة المياه.
بنيامين حداد، الوزير المنتدب لدى وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، صرح خلال المعرض الدولي للفلاحة بمكناس أن العلاقات المغربية الفرنسية تشهد تطورًا إيجابيًا. هذا التطور يعتمد على الثقة والمصالح المشتركة، خاصة في قطاعات حيوية مثل الفلاحة، الماء، والتنمية المستدامة.
المغرب، بموقعه الاستراتيجي وخبرته في الفلاحة الجافة، يعتبر شريكًا أساسيًا للاتحاد الأوروبي. يمتلك المغرب حلولًا مبتكرة للزراعة في ظل ندرة الموارد، مما يجعله مساهمًا فعالًا في إعادة تصور النموذج الفلاحي المتوسطي.
التغيرات المناخية تؤثر بشكل مباشر على الإنتاج الفلاحي والأمن الغذائي في دول الاتحاد الأوروبي. يواجه المزارعون جفافًا متكررًا منذ عشر سنوات، مما يضع ضغوطًا كبيرة عليهم.
الاتحاد الأوروبي يركز بشكل كبير على تدبير المياه وتخزينها. تطوير حلول فعالة في هذا المجال يعتبر أولوية استراتيجية. تجربة المغرب في هذا السياق، خاصة من خلال برامج السدود الصغرى وتوسيع شبكات الري بالتنقيط، تحظى بتقدير كبير.
الفلاحة لم تعد مجرد قطاع تقليدي، بل أصبحت محورًا أساسيًا للأمن البيئي والاجتماعي والاقتصادي. التدبير الفلاحي المستدام يمثل مجالًا خصبًا للتعاون بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، سواء على مستوى التكوين، تبادل الخبرات، أو تطوير التقنيات الذكية في المجال الزراعي.
الاتحاد الأوروبي يسعى إلى تعزيز هذا التعاون من خلال مشاريع مشتركة، تمويلات موجهة، وتنسيق تقني. الهدف هو الرفع من إنتاجية المزارع، تحسين تدبير الموارد، وتحقيق الأمن الغذائي بشكل مستدام.
أوروبا تتطلع إلى بناء شراكة استراتيجية طويلة الأمد مع المغرب، تشمل أيضًا دول الجوار الإفريقي. المغرب يظل فاعلًا محوريًا في كل ما يتعلق بالاستدامة في المنطقة، والاتحاد الأوروبي يعول عليه كشريك ملتزم وفعال في مواجهة أزمة المناخ والندرة المائية.