
كشف رائد الأعمال المغربي محمد الغساني، في لقاء ضمن بودكاست “بيزنيس بلاس”، عن الأرقام المتزايدة لمستخدمي تطبيقات طلب الطعام في المغرب، مشيرًا إلى أن عددهم بلغ حاليًا نحو 4.5 مليون مستخدم، أي حوالي 12% من إجمالي سكان المملكة. وتوقع الغساني أن يرتفع هذا الرقم ليصل إلى 6 ملايين مستخدم بحلول عام 2030، مدفوعًا بتوسع خدمات التوصيل واعتماد المغاربة المتزايد على التطبيقات الذكية في حياتهم اليومية.
وأوضح الغساني أن متوسط قيمة الطلب الواحد عبر هذه التطبيقات يتراوح ما بين 80 و160 درهما، مع معدل تقريبي يبلغ حوالي 123 درهما للطلب، وهو رقم يختلف حسب المدن، وسلوك المستهلك، ونوعية الخدمات المطلوبة. كما أشار إلى أن المنصات الرقمية تعتمد عادة على هامش عمولة يقارب 20%، يُخصص نصفه لتغطية التكاليف المتعلقة بالخدمات اللوجستية والدفع الإلكتروني، فيما يمثل النصف الآخر هامش ربح صافي، وذلك شريطة تحقيق انتشار واسع خاصة في المدن الكبرى.
وبخصوص مشروعه الرقمي الجديد في قطاع توصيل الطعام، أكد الغساني أن الجولة التأسيسية للمشروع مكّنت من جمع نحو مليوني دولار من مستثمرين محليين، لافتًا إلى أن العمل جارٍ حاليًا على تحقيق مؤشرات الأداء الرئيسية الضرورية، تمهيدًا لإطلاق جولة استثمارية ثانية نهاية السنة الجارية.
وأشار الغساني إلى أن اختيار البدء بخدمة توصيل الطعام لم يكن اعتباطيًا، باعتبارها الخدمة الأكثر طلبًا حاليًا، فضلًا عن كونها تتيح جمع بيانات قيّمة يمكن من خلالها تطوير خدمات إضافية داخل التطبيق، الذي يطمح لأن يتحول إلى “سوبر-اب” يضم عدة خدمات رقمية متكاملة.
وأكد الغساني أن قطاع توصيل الطعام لا يمثل فقط فرصة رقمية مغرية، بل يُعد أيضًا رافعة اقتصادية مهمة لتشغيل الشباب وتوفير مصادر دخل مستقرة، خاصة في المدن التي تشهد توسعًا سريعًا في خدمات التوصيل.
وختم الغساني حديثه بالتأكيد على أن المغرب يعيش اليوم “فرصة ذهبية” للاستثمار الرقمي، بفضل النمو المتزايد في الطلب، والتحول الملحوظ في سلوك المستهلكين، ورغبة شريحة واسعة من الشباب في الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة.