سياسة

أوزين ينتقد دغدغة العواطف حول فلسطين ويتهم الحكومة بالفشل

أكد الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، محمد أوزين، الموقف الثابت للمغرب تجاه القضية الفلسطينية، مشددًا على أن فلسطين تظل أولوية مركزية في السياسة الخارجية للمملكة، إلى جانب دعم حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. واعتبر أوزين أن القضية الفلسطينية ليست مجرد شعار سياسي بل التزام راسخ يعكسه الدور الفعلي للمغرب، خاصة من خلال الجهود التي يبذلها الملك محمد السادس، بصفته رئيس لجنة القدس، لحماية المدينة المقدسة وهويتها.

وفي الشأن الداخلي، شدد أوزين على أن الوحدة الترابية للمملكة تأتي في صدارة القضايا الوطنية، معتبرًا أن مغربية الصحراء ليست محل نقاش، بل واقع ميداني يعززه تزايد الاعترافات الدولية وافتتاح القنصليات الأجنبية في الأقاليم الجنوبية. وعبّر عن اعتزاز حزبه بالدور الذي تقوم به القوات المسلحة الملكية في الدفاع عن حدود البلاد بقيادة الملك محمد السادس.

وانتقد أوزين الخطابات التي وصفها بالعدمية والمتاجرة بالقضايا الوطنية والدولية، مؤكدًا أن حزب الحركة الشعبية يرفض الشعارات الشعبوية التي تغيب عنها الواقعية السياسية. وأكد أن المغرب يجب أن يظل موحدًا حول قضاياه الجوهرية، بعيدًا عن الاستقطابات الخارجية التي لا تخدم مصالحه.

ولم يفوّت الأمين العام للحركة الشعبية الفرصة لتوجيه انتقادات حادة لحكومة عزيز أخنوش، متهمًا إياها بالتنصل من التزاماتها الانتخابية، وعدم تحقيق الحد الأدنى من الوعود التي قدمتها للمغاربة. وأوضح أوزين أن الحكومة فشلت في مواجهة ارتفاع معدلات البطالة والفقر والهشاشة، وفي تحسين التعليم والصحة وتوفير فرص الشغل. واعتبر أن إنجازاتها الحقيقية تتجلى في توزيع المناصب العليا على المقربين، وليس في تحسين الواقع المعيشي للمواطنين.

وسخر أوزين مما سماه “النجاحات العكسية” للحكومة، متحدثًا عن ارتفاع نسب الطلاق، واتساع الفوارق الاجتماعية، والهجرة القروية نحو المدن، وعجز الحكومة حتى عن توفير جزء بسيط من مناصب الشغل التي وعدت بها. وأضاف أن الحكومة لم تكتفِ بعدم الوفاء ببرامجها، بل باتت تصدر الأزمة نحو المستقبل عبر برامج مؤجلة إلى ما بعد سنة 2030.

وانتقد أوزين افتقار الحكومة إلى رؤية تنموية واضحة لتنفيذ التوجيهات الملكية المتعلقة بالعدالة الاجتماعية وتوفير العيش الكريم والتعليم الجيد والصحة الفعالة وفرص الشغل. وأعرب عن استغرابه لغياب أثر هذه التوجيهات في السياسات الحكومية اليومية.

وخلال اللقاء الذي احتضنته مدينة آسفي، عبّر أوزين عن أسفه لتهميش هذه الجهة، رغم ما تزخر به من تاريخ ثقافي وفكري عريق، داعيًا إلى رد الاعتبار لها، واستحضار رموزها التاريخيين والمبدعين، والعمل على تثمين إرثها في إطار رؤية تنموية منصفة.

وختم أوزين كلمته بنداء موجه إلى وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، مطالبًا إياه بتحريك المياه الراكدة فيما يخص الاهتمام الحكومي بمدينة آسفي ومنطقتها، داعيًا إلى استثمار الماضي الغني للمدينة في أفق تحقيق نهضة تنموية حقيقية تنصف أبناءها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى