سياسة

نزار بركة والحضور الحزبي في زمن الحراك الشبابي .. مسؤولية سياسية أم تبرير للغياب الحكومي

مشهد الذي يعكس واقعًا سياسيًا واجتماعيًا هشا مكرّرًا : في وقت يشتعل فيه الشارع المغربي بحراك شبابي متزايد يطالب بالحقوق ويحّث الحكومة على الاستجابة، نجد المسؤولين الحكوميين يتعاملون مع الأمر بردود أفعال باهتة أو غائبين عن المشهد بشكل فعلي. في هذا الإطار، يظهر نزار بركة، وزير بحقيبة مهمة في الحكومة وعضو فيها، لكنه يختار أن يحضر برنامجًا حواريًا مهمًا ليس بصفتة كمسؤول حكومي، بل كأمين عام لحزب الاستقلال فقط.

هذا التصرف يطرح أكثر من علامة استفهام حول معنى المسؤولية السياسية الحقيقية في وقت الحاجة ماسة الى الاستماع والتفاعل مع الشباب. فحين يكون الشخص عضوًا في الحكومة، من المفترض أن يمثلها ويعبر عن موقفها، خاصّة في لحظات حاسمة كهذه، لا أن يتخفى وراء موقع حزبه فقط.

إن التصرف بهذا الشكل يعكس ضعفًا في المسؤولية السياسية وانفصالًا بين الحكومة وبين نبض الشارع، ويظهر أن هناك أزمة ثقة وحوار بين المفروض أنهم شركاء في قيادة البلد. الشباب ينتظر حكومة تتحمل مسؤولياتها، تتفاعل وتوجد حلولًا ملموسة، لا حضور رمزي يفتقد للدور التنفيذي والفعلي.

بالتالي، المسؤولية السياسية تكمن في القدرة على التفاعل المباشر والشفاف مع مطالب المواطنين، وفي تحديد المسؤوليات أيا كانت المواقع الحزبية أو الحكومية، لأن الوطن يحتاج إلى تضافر الجميع في مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية، خصوصًا في أوقات الحراك الشعبي. هذا هو جوهر القيادة الحقيقية والتزام المسؤولين تجاه بلادهم وشعبهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى