بعد اتهامه بتأخير المشاريع.. زيدان يتحدى النواب ويحذر من تغليب المصالح الشخصية
شهدت لجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب، مواجهة حادة بين الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، كريم زيدان، والنائب البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة، عزيز اللبار، وذلك خلال مناقشة الميزانية الفرعية للوزارة، حيث تحوّل النقاش حول آجال الرد على المشاريع الاستثمارية في المغرب إلى سجال علني مثير.
ففي رده على ملاحظات بعض النواب، نفى الوزير كريم زيدان بشدة ما تم تداوله بشأن تأخر الرد على بعض المشاريع الاستثمارية لمدة تصل إلى 400 يوم، معتبراً أن هذا الرقم “مبالغ فيه ويدخل في نطاق الافتراء على المؤسسة”. وأضاف متحدّياً: “إذا ثبت أن مشروعاً استثمارياً مستوفياً للشروط القانونية استغرق الرد عليه 400 يوماً، فسأقدم استقالتي فوراً”.
لكن النائب عزيز اللبار قاطعه قائلاً إن ما ذكره “صحيح ومؤكد”، ليرد عليه الوزير بنبرة حازمة: “أنت تتحدث بمنطق المستثمر الذي يريد أن تُفتح أمامه الأبواب دون احترام المساطر، لكن الدولة تسير بالقانون، ولا يمكن تجاوز الإجراءات الإدارية المنظمة للاستثمار”.
وطالب الوزير من البرلماني تقديم اعتذار رسمي في حال تبين أن المعطيات التي قدمها “غير دقيقة”، مؤكداً أن “المصلحة العامة فوق كل اعتبار شخصي”. كما شدد على أن “الوزارة لا ترفض المشاريع الاستثمارية ولا تعرقلها، بل تعمل على ضبطها وفق المعايير القانونية والتقنية والبيئية”، في إطار سعيها إلى بناء “مغرب يحترم القانون ويطبّقه على الجميع دون استثناء”.
وفي ختام تدخله، أكد زيدان أن بعض الملاحظات التي قدمها النواب كانت “بنّاءة وجديرة بالاهتمام”، بينما اعتبر أخرى “عدمية ولا تساهم في تطوير النقاش المؤسساتي”. ودعا الوزير إلى تشكيل لجنة برلمانية مشتركة للقيام بزيارات ميدانية ومعاينة واقع المشاريع الاستثمارية على الأرض، قائلاً: “الانتقاد من أجل الانتقاد ليس مسؤولية، والمطلوب تقييم موضوعي يساهم في تحسين مناخ الأعمال”.
