آسفي…هل أنت حقا حاضرة المحيط!!
لم يكن الرحالة الشهير إبن خلدون في مقدمته واصفا آسفي بحاضرة المحيط على علم أنها ستصير بهذا الشكل في أحد الأيام، و سيصير حالها يبكي ساكنتها قبل زوارها، كيف لا و شكل المدينة بين قوسين يجعل من يفكر جليا أن يطرح عديد الأسئلة، هل واقعها المؤلم تمخض بفعل فاعل، أم هي أقدار نزلت على المسفويين ليتقبلوها رغما عن آمالهم و أحلامهم المتبخرة…
إن القارئ لأرقام المدينة إجتماعيا يحير في تصنيفها هل هي مدينة صناعية، وإن كانت كذلك فما سر البطالة المنتشرة بين ظهرانيها، فمعدل البطالة المخيف بالمدينة و ما يتوبد عنه من ظواهر أخرى سلبية كالإجرام و المخدرات و الهجرة الغير شرعية إلخ..وما سر الفقر والتهميش الذي ينخر جل أحياءها من خلال المنظر العام وتنامي الأحياء الهامشية. وإن كانت بتاريخها الطويل و بحرها الممتد و قلاعها و اسوارها العالية سياحية، فلا أحد يعتقد ذلك؛ لغياب وحدات فندقية ذات تصنيف عالي رغم تواجد معهد للفندقة، و لهشاشة بنيتها التحتية التي تعبر عنها حالة الطرق المهترئة و المواصلات المبعثرة..و إن كانت ثقافية فآسفي اكبر من أن تختزل في مهرجانات بعضها سوقي، لأنها أنجبت عباقرة الفن المغربي في شتى انواع الفنون الراقية وهي للأسف لا تتوفر حتى على قاعة سينمائية كباقي الحواضر الجارة..أما إن كانت رياضية فمازال المسفيويون يحلمون بأول لقب وطني في كرة القدم الشعبية بعد ازيد من قرن من الزمن على تأسيس الفريق الأول للمدينة،رغم ان فرقا تأسست بالأمس القريب وحملت ألقابا في خزائنها، في إنتظار أن تتظافر جهود أبناء آسفي لتحقيق هذا الحلم الذي بات يشكل كبوسا عند الجماهير التي تستحق الأفضل بالنظر الى شكلها و عددها…
لا شك أن تصنيف آسفي اليوم لا يحتاج خبراء و لا علماء و لا ارقام، فما عليك إلا أن تسأل أبناءها و بناتها، بإستطلاع رأي أو دون ذلك، فمحيا وجههم الشاحب و مؤشر السعادة المنخفض، يوحي لك بعدم رضاهم على واقع المدينة في شتى المجالات، وعلى تخوفهم و ترقبهم للمستقبل الغامض، ورغم ذلك مازالت آسفي في قلوب كل المسفويين و مازال حبها يسكن العظام ومازالت آسفي حاضرة المحيط لكن في مخيلتنا نحن فقط أبناء آسفي….