الصين تعزز نفوذها في المغرب لتحقيق أهداف استراتيجية عالمية
أشارت مجلة “نيوز ويك” الأمريكية إلى تزايد اهتمام الصين بالمغرب، مسلطة الضوء على التوقف التقني الأخير للرئيس الصيني “شي جين بينغ” في المغرب عقب جولة له في أمريكا الجنوبية. وأوضحت المجلة أن بكين تسعى لجعل المغرب جزءًا من مناطق نفوذها، نظرًا لموقعه الاستراتيجي الذي يتيح لها الوصول إلى معظم الأسواق العالمية.
وتناول التقرير سببين رئيسيين وراء هذا الاهتمام. الأول يتمثل في العلاقات التجارية التي تربط المغرب بثلاث قارات: أوروبا، أمريكا الشمالية، وإفريقيا، مما يوفر للصين منفذًا جديدًا للأسواق الرئيسية التي تعتمد بشكل كبير على التجارة. أما السبب الثاني، فيرتبط بالسيطرة على الطرف الغربي للبحر الأبيض المتوسط، ضمن إطار مبادرة “الحزام والطريق”، أحد أبرز مشاريع الرئيس الصيني للسيطرة على طرق التجارة العالمية.
وأشار التقرير إلى أن السيطرة على مضيق جبل طارق تمثل جزءًا من خطة الصين، مستشهدًا بتصريحات سابقة لقائد الحرس الثوري الإيراني محمد رضا نقدي، الذي تحدث عن إمكانية إغلاق ممرات مائية هامة مثل البحر الأبيض المتوسط وجبل طارق. وأضاف أن هذا السيناريو بدا بعيدًا في حينه، لكنه لم يكن مستحيلًا.
وتطرقت المجلة إلى التطورات الجيوسياسية، مذكّرة بدور إيران وميليشيات الحوثي في عرقلة الملاحة بالبحر الأحمر، وعلاقات الصين وإيران الوثيقة مع الجزائر، التي تعد جارة المغرب. واعتبرت المجلة أن إدراج المغرب في النفوذ الصيني يكمل الخطة الصينية الطموحة، مؤكدة أن بكين ترى في المغرب هدفًا استراتيجيًا للاستثمار والتجارة.
من جانبه، وصف “جوناثان باس”، الرئيس التنفيذي لشركة “Argent LNG”، المغرب بأنه يشبه دور هونغ كونغ للصين، باعتباره وسيلة للوصول إلى أسواق كبرى ومقيدة. وأوضح التقرير أن الرئيس الصيني يركز على التصدير كحل للأزمات الاقتصادية في بلاده، رغم التحديات المتمثلة في تصاعد السياسات الحمائية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وفي مواجهة هذه التحديات، قامت الصين ببناء منشآت صناعية في المغرب. وأفاد التقرير بأن خمس شركات صينية استثمرت أكثر من 4 مليارات دولار خلال عام 2024 فقط لإنشاء مصانع لإنتاج بطاريات ومكونات السيارات الكهربائية، مما يعكس أهمية المغرب ضمن الاستراتيجية الاقتصادية الصينية.