كتاب وآراء

الشاعر البحريني قاسم حداد يتسلم جائزة الأركانة العالمية للشعر في الرباط

تسلّم الشاعر البحريني قاسم حداد جائزة الأركانة العالمية للشعر في دورتها الـ17 يوم السبت 14 ديسمبر 2024، في حفل أقيم بالمكتبة الوطنية في العاصمة المغربية الرباط. تُمنح هذه الجائزة المرموقة من قبل بيت الشعر بالمغرب لشاعر عربي أو أجنبي يتمتع بتجربة فريدة في مجال الشعر الإنساني ويدافع عن قيم الاختلاف، الحرية، والتسامح.

كسر المعنى: تحدٍّ شعري للأجيال الجديدة

في حوار أجراه مع الجزيرة نت عقب فوزه بالجائزة، تحدث حداد عن أهمية “كسر المعنى” في الشعر، مؤكدًا أن هذا التحدي يجب أن تواجهه الأجيال الجديدة، خصوصًا بعد تجاوز كسر الوزن والشكل التقليدي. واعتبر الشاعر أن الشعر هو عملية تجريبية مستمرة، حيث تتطلب الكتابة توازناً دقيقاً بين المعنى والرمز.

وأضاف حداد أن الجوائز الأدبية، مثل جائزة الأركانة، لا تقتصر على كونها تكريمًا فحسب، بل هي أيضًا تكليف. وقال: “الجائزة تشرف الشعر في العالم وتمنح فائزها شعورًا بالأمان المعنوي الذي يستحقه”.

الشعر العربي: مكانته العالمية

حداد أكد على أن الشعر العربي من أجمل الأشعار في العالم. وأضاف: “أحد الأصدقاء من الأرجنتين قال لي إنه يكاد يفهم الشعر عندما يسمعه بالعربية. هذا يعكس قوة وجمال اللغة العربية في نقل الأحاسيس والمشاعر”. واعتبر أن مكانة الشعر العربي في العالم لا تدعو للقلق، رغم الصعوبات التي قد تواجهه في أوروبا.

جائزة الأركانة: تكريم لأبناء الكلمة

جائزة الأركانة عبارة عن مجسم لشجرة الأركان النادرة التي تنمو في جنوب المغرب، وهي تحمل رمزية وطنية خاصة. إلى جانب المجسم، يحصل الفائز على مبلغ مالي. الشاعر قاسم حداد ينضم إلى قائمة من الشعراء البارزين الذين نالوا الجائزة سابقًا، مثل الفلسطيني محمود درويش، والإيطالي جوزيبي كونتي، والمغربي محمد الأشعري، واللبناني وديع سعادة، والألماني فولكر براون.

قاسم حداد: مسيرة شعرية مليئة بالعطاء

وُلد قاسم حداد في مدينة المحرق بالبحرين عام 1948. وهو أحد مؤسسي “أسرة الأدباء والكتاب في البحرين” في عام 1969، كما عمل في إدارة الثقافة والفنون بوزارة الإعلام. وفي عام 1994، أطلق موقعًا إلكترونيًا مخصصًا للشعر العربي بعنوان “جهة الشعر”. نشر حداد العديد من الدواوين الشعرية، وتم ترجمة بعضها إلى لغات أخرى. حصل على العديد من الجوائز الأدبية، من بينها جائزة العويس الثقافية عام 2002، وجائزة ملتقى القاهرة الدولي للشعر عام 2020.

من بين أعماله الأدبية: “البشارة” (1970)، “خروج رأس الحُسين من المدن الخائنة” (1972)، “الدّم الثاني” (1975)، “القيامة” (1980)، “شظايا” (1981)، و”المنسيات، منسيات الآلهة” (2023)، وغيرها من الأعمال المتميزة.

إهداء الجائزة: تكريم للزوجة والأصدقاء

عقب تسلمه الجائزة، أهدى الشاعر قاسم حداد جائزة الأركانة إلى زوجته، تقديرًا لدعمها الكبير له في الحياة وفي الكتابة. كما خص بالتهنئة أصدقاءه الكتاب في البحرين وفي مختلف البلدان العربية، بالإضافة إلى الشعبين الفلسطيني واللبناني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى