كتاب وآراء
بروفايلات: تعرف على مصطفى حجازي.. عالم النفس الذي فكك هدر الإنسان العربي وقهرِه
حياة وفكر عالم النفس والمفكر اللبناني الدكتور مصطفى حجازي، الذي يعتبر من أبرز المفكرين الذين قدموا إسهامات هامة في تحليل قضايا الإنسان العربي، خاصة فيما يتعلق بقضايا التخلف الاجتماعي والقهر والهدر. سأقوم بتفصيل أهم المحاور التي تطرق لها المقال:
1. المولد والمسار الأكاديمي
- ولد مصطفى حجازي في مدينة صيدا عام 1936، ودرس علم النفس في جامعة عين شمس بمصر ثم في بريطانيا وفرنسا.
- حصل على دكتوراه في علم النفس عام 1967 من جامعة ليون الفرنسية.
- عمل خبيرًا نفسيًا في محاكم ومراكز رعاية الأحداث في لبنان، وأشرف على تدريب العاملين في رعاية الطفولة في عدة دول عربية.
- عمل أستاذًا في عدة جامعات، منها الجامعة اللبنانية وجامعة البحرين.
2. إسهاماته الفكرية
- مصطفى حجازي اشتهر بإسهاماته الفكرية التي تمحورت حول قضايا الإنسان العربي مثل الاستبداد والقهر والهدر والبطالة والفقر.
- استخدم علم النفس كأداة لفهم وتحليل قضايا التنمية الإنسانية في العالم العربي.
- يعتبر من المفكرين الذين انتقدوا اعتماد علم النفس العربي على الأفكار الغربية التي طُوّرت لفهم الإنسان الغربي، دون مراعاة الخصوصية النفسية والثقافية للإنسان العربي.
3. أهم مؤلفاته
- قدم حجازي العديد من الكتب المؤثرة، مثل:
- “التخلف الاجتماعي: مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور” (1981): يحلل هذا الكتاب تأثير التخلف الاجتماعي على النفسية العربية.
- “الإنسان المهدور” (2006): يناقش فيه مفهوم هدر الإنسان في المجتمع العربي، من خلال تسليط الضوء على قضايا الاستبداد والهدر الاجتماعي.
- “العصبيات وآفاتها” (2019): تناول فيه تأثير العصبيات في هدر الوطن واستلاب الإنسان.
- “التخلف الاجتماعي: مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور” (1981): يحلل هذا الكتاب تأثير التخلف الاجتماعي على النفسية العربية.
4. فكر حجازي حول القهر والهدر
- يرى حجازي أن القهر والهدر هما من الظواهر الرئيسية التي تعرقل التنمية الاجتماعية والإنسانية في العالم العربي.
- الإنسان المقهور يستخدم آليات دفاعية للتعامل مع هذا القهر، مثل التمسك بالتقاليد أو اللجوء إلى العنف.
- يعتقد أن هذه الخصائص النفسية التي تطورت نتيجة القهر تعيق التغيير الاجتماعي وتضع عقبات أمام مشاريع التنمية.
5. نقد لعلم النفس العربي
- انتقد حجازي في أعماله اعتماد علماء النفس العرب على النظريات الغربية في تحليل الإنسان العربي، مشيرًا إلى أن هذه النظريات لا تتناسب مع الواقع العربي الذي يتسم بقهر اجتماعي وسياسي مختلف عن المجتمعات الغربية.
- دعا إلى تطوير علم نفس عربي يستند إلى دراسة الإنسان العربي وظروفه النفسية والاجتماعية الخاصة.
6. المشروع الفكري لخدمة التنمية
- كان حجازي يدعو إلى أن يكون علم النفس أداة لخدمة التنمية من خلال فهم عميق للقوى النفسية والاجتماعية التي تؤثر على المجتمعات العربية.
- حاول تقديم تفسير نفسي اجتماعي لأسباب التخلف والهدر، وركز على ضرورة فهم النفسية العربية لتطوير استراتيجيات تنموية فعالة.
7. تفكيك التخلف الاجتماعي
- في كتابه “التخلف الاجتماعي”، حلل حجازي البنية النفسية للإنسان المقهور، وناقش كيف أن التخلف الاجتماعي يولد سيكولوجية معينة تجعل الإنسان يعيش في حالة قهر دائم.
- هذه السيكولوجية تشمل التماهي مع المتسلط أو الانكفاء على الذات أو اللجوء إلى الخرافات.
- يرى حجازي أن هذه السلوكيات والعقليات تعيق التغيير الاجتماعي والتنمية، لأنها تؤدي إلى الاستمرار في التمسك بالماضي وعدم القدرة على مواجهة تحديات الحاضر.
8. الهدر وأبعاده في المجتمعات العربية
- توسع حجازي في تحليل مفهوم الهدر في كتابه “الإنسان المهدور”، حيث يشرح كيف يتم هدر الإنسان على مستوى فردي وجماعي في المجتمعات العربية.
- الهدر الاجتماعي يجعل من الإنسان أداة لخدمة مصالح القوى المتسلطة، ويُستخدم الإنسان في الحروب أو كأداة للترويج لسلطة المستبد.
- أشار أيضًا إلى الهدر الذاتي، حيث ينخرط الإنسان في عملية تدمير ذاتي نتيجة القهر والاستبداد.
9. تراثه الفكري وتأثيره
- ترك مصطفى حجازي إرثًا فكريًا عميقًا أثرى المكتبة العربية بالعديد من الدراسات والتحليلات النفسية التي تناولت قضايا الإنسان العربي من منظور جديد.
- كتبه لا تزال تُعتبر مرجعًا هامًا لفهم التحديات النفسية والاجتماعية التي تواجه المجتمعات العربية.
مسيرة مصطفى حجازي الغنية بالأفكار والتحليلات التي سعت إلى فهم الإنسان العربي في ظل القهر والاستبداد. ويؤكد حجازي في كتاباته على أهمية دراسة الواقع العربي بمناهج وأدوات تتناسب مع خصائصه الثقافية والاجتماعية، بعيدًا عن التقليد الأعمى للفكر الغربي.