الفائزة بنوبل للآداب هان كانغ: لن أحتفل والناس يقتـ.ـلون كل يوم
رفضت الكاتبة الكورية الجنوبية هان كانغ (53 عامًا)، أول كورية وآسيوية تفوز بجائزة نوبل للآداب، إجراء مؤتمر صحفي بعد فوزها بالجائزة، الذي تم الإعلان عنه يوم الخميس. وعبّرت عن مشاعرها تجاه المآسي العالمية الناتجة عن الحروب، حيث قام والدها، الروائي الشهير هان سونغ وون (85 عامًا)، بنقل رسالتها في مؤتمر صحفي في مدرستها الأدبية بمدينة جانجهيونج بمقاطعة جولا الجنوبية.
وأكد والدها أن هان كانغ قالت له: “مع تصاعد الحروب وقتل الناس يوميًا، كيف يمكننا أن نحتفل أو نعقد مؤتمرًا صحفيًا؟” وقد طلبت من والدها عدم إقامة احتفال في مدرستها، موجهة إليه رسالتها: “لا تحتفل في ظل هذه الأحداث المأساوية”، في إشارة إلى الحروب في أوكرانيا وفلسطين ولبنان.
تعتبر هان كانغ شخصية ملتزمة، حيث كانت مدرجة في “قائمة سوداء” تضم نحو 10 آلاف شخصية ثقافية اتُهمت بانتقاد الرئيسة السابقة بارك غن هاي، التي تولت السلطة بين عامي 2013 و2017.
وفي الوقت نفسه، تسارع الناس في كوريا الجنوبية لشراء أعمال الكاتبة الفائزة بجائزة نوبل، مما أدى إلى تعطل بعض خدمات المواقع الإلكترونية بسبب الضغط الشديد. وقد أفاد مركز كيوبو، أكبر سلسلة متاجر كتب في البلاد، بأن مبيعات كتب هان شهدت قفزة كبيرة، حيث نفدت المخزونات بسرعة. يُذكر أن المبيعات قدرت بنحو 100 ألف نسخة في يوم الجمعة فقط.
أعرب والد هان عن اعتقاده بأن ترجمة أعمال ابنته إلى لغات أخرى، خاصة روايتها الشهيرة “النباتية”، كانت سببًا رئيسيًا في وصولها إلى العالمية، مما ساهم في فوزها بجائزة مان بوكر الدولية عام 2016 ثم جائزة نوبل.
استمرت هان كانغ في تجنب الأضواء وعدم الإدلاء بأي تصريحات بعد إعلان فوزها. وأوضح والدها أنها تلقت خبر فوزها قبل الإعلان بقليل وكانت مندهشة جدًا، لدرجة أنها ظنت أن الأمر قد يكون خدعة.
تتميز أعمال هان كانغ بأسلوبها الشعري الفريد الذي يستكشف القضايا الإنسانية، حيث تتناول موضوعات مثل الصدمات التاريخية والهشاشة البشرية. من أبرز رواياتها “النباتية” (2007) التي تعكس آثار رفض البطلة للامتثال لقواعد المجتمع، و”أفعال بشرية” (2014) التي تروي أحداث مجزرة غوانغجو.